صِفَةُ الجنَّةِ التي وَعدَ اللهُ بها عِبادَهُ المؤمِنينَ المتَّقين: فيها أنهارٌ عَظيمَة، وكثيرَة، مِنْ ماءٍ لَذيذٍ غَيرِ مُتَغيِّرٍ في طَعمِهِ وريحِهِ ولَونِه، وأنهارٌ مِنْ لبَنٍ في غايَةِ البَياضِ والحَلاوَة، لم يتغيَّرْ طَعمُه، فلمْ يَحمَضْ ولم يَفسُد، وأنهارٌ أُخرَى مِنْ خَمرٍ صافيةٍ لَذيذَةٍ لمَنْ يَشرَبُها، وليسَتْ كريهَةَ الطَّعمِ والرَّائحة، لا تُسكِر، ولا تُسبِّبُ ألَمًا في الرَّأسِ أو البَطن. وأنهارٌ مِنْ عسَلٍ في غايَةِ الصَّفاء، لم يُخلَطْ بهِ شَمعٌ أو غَيرُه. ولهمْ في الجنَّةِ ما يَشتَهونَ مِنْ أنواعِ الثِّمارِ والفَواكِه، ومَغفِرَةٌ عَظيمَةٌ مِنْ رَبِّهم.
أفمَنْ كانَ في هذا النَّعيمِ مُخَلَّدًا، كمَنْ هوَ مُخلَّدٌ في نارِ الجَحيم، وسُقوا ماءً شَديدَةَ الحرارَةِ والغَليان، تَقطَّعَتْ منهُ أمعاؤهمْ وأحشَاؤهم؟