سيَقولُ المتَخَلِّفونَ عنِ الجِهادِ مِنَ الأعرَاب، عندَ انطِلاقِكمْ إلى مَغانِمِ خَيبَر، التي وعدَ اللهُ بها أصحابَ البَيعَةِ بالحُدَيبيَة، سيَقولونَ لكم: دَعونا نَخرُجْ معَكمْ إلى خَيبَر، ونَشهَدْ معَكمْ قِتالَ أهلِها. وكانتْ حُصونُها آخِرَ ما بَقيَ لليَهودِ في الجَزيرَةِ مِنْ مَراكزِ القوَّة.
يُريدُ الأعرابُ أنْ يُغَيِّروا وَعدَ اللهِ لأهلِ الحُدَيبيَةِ مِنْ كَونِ الغَنائمِ لهمْ وحدَهم، فقُلْ لهمْ أيُّها الرسُول: لا تتَّبِعونا(138)، ولنْ تُشارِكوا في المَغانِمِ التي وعدَ اللهُ بها أهلَ الحُدَيبيَةِ كما قالَ اللهُ تَعالَى لنا قَبلَ رُجوعِنا إليكم، لأنَّكمْ لم تَلبُّوا نِداءَ الرسُولِ صلى الله عليه وسلم عندَما استَنفرَكمْ أوَّلَ مرَّة، فكنتُمْ مِنَ المُتخَلِّفينَ عنِ الجِهاد، فلنْ تُشارِكوا مَنْ أطاعَهُ مِنْ أصحابِهِ في مَغانمِ خَيبر، السَّهلَةِ المَأخَذ.
فسيَقولُ لكَ الأعراب: بلْ تَحسُدونَنا، وتَمنَعونَنا مِنَ الخُروجِ لتَحرِمونا مِنَ الغَنيمَة! بلْ همْ لا يَفهَمونَ إلاّ قَليلاً، فجَزاءُ المُتخَلِّفينَ الطَّامِعينَ هوَ حِرمانُهمْ ممَّا طَمِعوا فيه، وجَزاءُ المُطيعينَ أنْ يُعطَوا مِنْ فَضلِ الله.