وهوَ الذي مَنعَ مُشرِكي مكَّةَ مِنْ حَربِكم، فلمْ يَنَلْكمْ منهمْ سُوء، ومَنعَكمْ مِنْ حَربِهمْ عندَ المَسجدِ الحَرام، مِنْ بعدِ أنْ أظفرَكمْ على بَعضِ المشرِكينَ الذينَ أرادوا إيذاءَكم، وكانَ اللهُ بَصيرًا بجَميعِ ما تَعمَلون، ومنهُ عَفوكُمْ عمَّنْ ظَفِرتُمْ بهمْ مِنَ الأعدَاء.
وقدْ روَى أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه "أنَّ ثَمانينَ رَجُلاً مِنْ أهلِ مكَّةَ هبَطوا على رَسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم مِنْ جبَلِ التَنعيمِ مُتسَلِّحين، يُريدونَ غِرَّةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه، فأخذَهمْ سِلمًا، فاستَحياهُم، فأنزلَ اللهُ عزَّ وجَلَّ الآيَة". رواهُ مُسلم. ومعنَى استَحياهم: عَفا عنهم.