همُ الذينَ كفَروا باللهِ ورَسُولِه، ومنَعوكمْ مِنَ الوصولِ إلى المَسجدِ الحَرامِ لتَعتَمِروا، كما منَعوا الهَديَ مِنْ بُلوغِ المَكانِ الذي يُنحَرُ فيه - وهوَ مِنىً - وهوَ مَحبوسٌ لِما أُهديَ له، وهوَ البَيتُ الحَرام، الذي يُوَزَّعُ على فُقَرائه. وما فعَلوهُ أمرٌ كبيرٌ في عَقيدَتِهمْ وفي عَقيدَةِ المؤمِنين.
ولولا رِجالٌ مؤمِنونَ مُستَضعَفون، ونِساءٌ مؤمِناتٌ بينَ أظهُرِ المشرِكينَ لا تَعرِفونَهم، لاختِلاطِهمْ بهم، فتَقتُلونَهمْ عندَ حَربِكمْ معَ الكفَّارِ دونَ عِلمٍ منكمْ بإيمانِهم، فيَنالُكمْ منهمْ مَكروهٌ ومَشقَّة، وألَمٌ وحَسرَةٌ كبيرَة، وسُبَّةٌ، عندَما يُعيِّرُكمُ المشرِكونَ بقَتلِ المسلِمين، لولا ذلكَ لأَذِنَ لكمْ بفَتحِ مكَّة. ليُدْخِلَ اللهُ بهذا الصُّلحِ مَنْ يَشاءُ في رَحمَتِه، فيُسلِموا، أو يُظهِرَ الضُّعَفاءُ إيمانَهم. ولو تميَّزَ الكافِرونَ مِنَ المؤمِنينَ الذينَ بينَهم، لأمَرناكَ بقِتالِهم، فقتَلتَ منهمْ وأسَرْتَ بجَيشِكَ المؤمِن.