محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار... - سورة الفتح الآية 29

  1. الجزء السادس والعشرون
  2. سورة الفتح
  3. الآية: 29

﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ اللَّهِۚ وَالَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى الۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ اللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ السُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي التَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِي الۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَاسۡتَغۡلَظَ فَاسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الۡكُفَّارَۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا﴾

[الفتح:29]

تفسير الآية

محمَّدٌ رَسُولُ اللهِ حقًّا، والذينَ معَهُ مِنْ صَحابَتِهِ رِضوانُ اللهِ عَليهم، أشِدَّاءُ عَنيفُونَ على الكُفَّارِ أعداءِ الدِّين، رُحَماءُ مُتوادُّونَ معَ إخوانِهمُ المؤمِنين، تَراهمْ راكِعينَ ساجِدينَ لكثرَةِ صَلاتِهمْ ومُداوَمَتِهمْ عَليها، يَطلُبونَ الثَّوابَ والرِّضا مِنَ الله، عَلامَةُ الخُشوعِ والتَّواضُعِ ظاهِرَةٌ على وجوهِهمْ مِنْ أثَرِ السُّجود، فالشَّيءُ الكامِنُ في النَّفسِ يَظهَرُ أثَرُهُ على صَفَحاتِ الوَجه. كانَ ذلكَ وَصفَهمْ في التَّوراة.

وصِفَتُهمْ في الإنجيل: كزَرعٍ تفَرَّعَ منهُ ورَقُهُ على جانِبَيه، فشَدَّهُ بذلكَ وقَوَّاه، فغَلَظَ وطَال، فتَمَّ واستَقامَ على أُصولِه، يُعجِبُ الزَّارِعينَ بوَصفِهِ المَذكورِ وجَمالِ مَنظَرِه.

وهذا مَثَلُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه، فقدْ قامَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بالدَّعوَةِ وَحدَه، ثمَّ قَوَّاهُ أصحابُه، فآزَروهُ ونصَروه.

ليَغيظَ اللهُ بهمُ الكافِرين، بجِهادِهمْ وشِدَّتِهمْ عَليهم، وإخلاصِهمْ لهذا الدِّين.

وعدَ اللهُ الذينَ أخلَصوا منهمْ في إيمانِهم، وعَمِلوا حسَنًا، أنْ يَغفِرَ لهمْ ذُنوبَهم، ويُؤتيَهمْ ثَوابًا كبيرًا ورِزقًا كريمًا، واللهُ لا يُخلِفُ الميعاد.

قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ الله: وكُلُّ مَنِ اقتَفَى أثرَ الصَّحابَةِ فهوَ في حُكمِهم، ولهمُ الفَضلُ والسَّبْقُ والكمالُ الذي لا يَلحَقُهمْ فيهِ أحَدٌ مِنْ هذهِ الأمَّة.

روَى عمرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، عنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قولَه: "لقدْ أُنزِلَتْ عليَّ اللَّيلةَ سُورَةٌ لهيَ أحَبُّ إليَّ ممَّا طلعَتْ عليهِ الشَّمس. ثمَّ قرَأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً}". رواهُ البخاريُّ وغَيرُه.

مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا

محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما