ومِنْ صِفاتِ المُحسِنينَ أنَّهمْ يَبتَعِدونَ عنِ الذُّنوبِ الكبيرَةَ التي تَستَحِقُّ العِقابَ القاسي، وعمَّا تَفاحَشَ عمَلُهُ واستُنكِر، إلاّ ما صَغُرَ مِنَ الذُّنوب. واللهُ عَظيمُ المَغفِرَة، وَسِعَتْ رَحمَتُهُ كُلَّ شَيء، فيَغفِرُ لمَنْ تابَ وأنَاب، ويَغفِرُ الصَّغائرَ إذا اجتُنِبَتِ الكبائر. واللهُ بَصيرٌ بكمْ وبأحوالِكمْ إذْ أنشأَ أصلَكمْ مِنَ الأرْضِ وكنتُمْ في عِلمِ الغَيب، وأنتُمْ في بُطونِ أُمَّهاتِكمْ لم تُولَدوا بعد، فلا تُثنُوا على أنفُسِكمْ ولا تُبرِئوها مِنَ الآثام، هوَ أعلَمُ بمَنْ أطاعَ وأخلصَ لهُ العمَل، واجتنبَ ما نهَى عنه.
ولا يُستَهانُ بالصَّغائر، وهذا تَذكيرٌ بحديثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إيَّاكمْ ومُحقَّراتِ الذُّنوب، فإنَّهنَّ يَجتَمِعْنَ على الرَّجُلِ حتَّى يُهْلِكْنَه". رواهُ أحمدُ بإسنادٍ صَحيح.