فأجابَ اللهَ دُعاءَهم، أنِّي لا أُضِيْعُ عملَ أحَدٍ منكمْ مهما كانَ صَغيراً، بلْ يُوَفَّى كلٌّ جزاءَ ما عَمِل، الذكَرُ منكمْ والأُنثَى سَواء، فأنتُمْ مِنْ أصلٍ واحِد، والجميعُ يَنالُ ما يَستَحِقُّ مِنَ الثَّواب.
فالذينَ أُخرِجوا مِنْ ديارهِم وهاجَروا لمضايقةِ المشرِكينَ لهمْ وإلحاقِ الأذَى بهمْ والضَّررِ بأموالِهم، لا لشيءٍ سِوَى لاعتِناقِهم دينَ الإسلام، ثمَّ جاهَدوا في سبَيلِ الله، فمنهمْ مَنْ قاتلَ وأبلَى بلاءً حَسناً في قوَّةٍ وصَبر، وعَزمٍ وبُطولة، ورأى النَّصر، ومنهمْ مَنْ قاتَل حتَّى قُتِل، فهؤلاءِ سأغفِرُ جميعَ ذنوبِهم، وأُدخلُهمْ جَنّاتٍ تَجري في خِلالِها الأنهارُ، جزاءً عظيماً مِنْ ربِّهمُ الكريم، وعند اللهِ الجزاءُ الحسَنُ لكلِّ مَنْ آمنَ وعَمِلَ صالحاً.