ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن... - سورة الحديد الآية 27

  1. الجزء السابع والعشرون
  2. سورة الحديد
  3. الآية: 27

﴿ثُمَّ قَفَّيۡنَا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيۡنَا بِعِيسَى ابۡنِ مَرۡيَمَ وَءَاتَيۡنَٰهُ الۡإِنجِيلَۖ وَجَعَلۡنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأۡفَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَرَهۡبَانِيَّةً ابۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ إِلَّا ابۡتِغَآءَ رِضۡوَٰنِ اللَّهِ فَمَا رَعَوۡهَا حَقَّ رِعَايَتِهَاۖ فَـَٔاتَيۡنَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۡهُمۡ أَجۡرَهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ﴾

[الحديد:27]

تفسير الآية

ثمَّ أرسَلنا بَعدَهمْ رَسُولاً بعدَ رَسُول، وأتْبَعناهمْ بعيسَى عَليهِ السَّلام، وأنزَلنا عَليهِ الإنجيلَ - وليسَ هوَ الذي بينَ يدَي النَّصارَى اليَوم، فقدْ بدَّلوهُ وحرَّفوهُ - وجعَلنا في قُلوبِ الذينَ اتَّبَعوهُ مِنَ الحَواريِّينَ رِقَّةً وخَشيَة، ورَحمَةً بالخَلق، ورَهبانيَّةً اخترَعوها مِنْ عندِ أنفُسِهم، وهيَ المُبالغَةُ في العِبادَةِ والانقِطاعُ عنِ النَّاسِ والزُّهدُ في الدُّنيا، ما فرَضناها عَليهم، ولكنَّهمْ أَلزَموا بها أنفُسَهمْ يَبتَغونَ بذلكَ رِضوانَ الله، فما حافَظوا عَليها، ولا قاموا بحقِّها، بلْ ضيَّعُوها، وضَلُّوا وأشرَكوا، ومنهمْ مَنْ أقامَ على الدِّينِ الحقّ، حتَّى جاءَ الإسلامُ فآمَنوا به، فآتَينا الذينَ آمَنوا منهمْ إيمانًا صَحيحًا وثبَتوا عَليهِ ثَوابَ إيمانِهم، وكثيرٌ منهمْ خارِجونَ عنِ الدِّينِ الحقّ، ممَّنْ ضَلُّوا سابِقًا وأشرَكوا، ومَنْ لم يؤمِنْ بنبوَّةِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ

ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون