ألمْ ترَ إلى اليَهودِ الذينَ مُنِعوا مِنَ التَّناجي دونَ المؤمِنينَ فيما يَسوؤهم، ثمَّ يَرجِعونَ إلى المُناجاةِ التي نُهوا عَنها، ويَتحدَّثونَ فيما بينَهمْ بما يَكونُ وَبالاً عَليهم، وفيهِ تعَدٍّ على المؤمِنين، ومُخالفَةٌ لأمرِ الرسُولِ عَليهِ الصَّلاةِ والسَّلام؟
وإذا جاؤوكَ أسَاؤوا الأدبَ في إلقاءِ تَحيَّتِهمْ إليك، وحيَّوا بنَقيضِ ما أمرَ اللهُ به، وقالوا: "السَّامُ عَليك"، ويُسِرُّ بَعضُهمْ لبَعضٍ قائلين: هلاَّ يُعَذِّبُنا اللهُ بسبَبِ ذلك، فلو كانَ محمَّدٌ نبيًّا حقًّا لأوحَى ربُّهُ بذلكَ وعذَّبَنا به؟ يَكفيهمْ نارُ جهنَّمَ عَذابًا ونَكالاً، التي يَصْلَونَها ويُعَذَّبونَ فيها، وبئسَ المَرجِعُ والمَآلُ الذي يَصَيرونَ إليه، وقدْ جُمِعَ لهمْ فيهِ كلُّ عَذابٍ وشَقاء.