هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب... - سورة الحشر الآية 2

  1. الجزء الثامن والعشرون
  2. سورة الحشر
  3. الآية: 2

﴿هُوَ الَّذِيٓ أَخۡرَجَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ الۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ الۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ اللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيۡدِيهِمۡ وَأَيۡدِي الۡمُؤۡمِنِينَ فَاعۡتَبِرُواْ يَـٰٓأُوْلِي الۡأَبۡصَٰرِ﴾

[الحشر:2]

تفسير الآية

لمَّا قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ هادَنَ بَني النَّضيرِ مِنَ اليَهود، وأعطاهُمْ عَهدًا وذِمَّةً أنْ لا يُقاتِلَهمْ ولا يُقاتِلوه، ولكنَّهمْ نقَضوا العَهد، وناصَروا قُرَيشًا ضدَّ المسلِمين، فأحلَّ اللهُ بهمْ بأسَه، وأخرجَهمْ مِنْ حُصونِهمُ الحَصينَة...

اللهُ الذي أخرَجَ الذينَ كفَروا مِنْ يَهودِ بَني النَّضيرِ مِنْ ديارِهمْ بالمَدينَة، في أوَّلِ حَشرِهمْ وإخراجِهمْ إلى الشَّام. فكانَ هذا أوَّلَ إجلاءٍ لهمْ مِنْ جَزيرَةِ العَرب، ثمَّ أجلَى آخِرَهمْ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه. ما ظنَنتُمْ أيُّها المسلِمونَ عندَ حِصارِكمْ لهمْ أنْ يَخرُجوا مِنْ حُصونِهمُ المَنيعَةِ بسُهولَة، لشدَّةِ بأسِهمْ وكثرَةِ عدَدِهمْ وعُدَّتِهم، وظَنُّوا همْ أنَّ حُصونَهمُ القويَّةَ تَمنَعُهمْ مِنْ بأسِ الله، فجاءَهمْ أمرُهُ بما لم يَخطُرْ لهمْ ببَال، وقذفَ في قُلوبِهمُ الهلعَ والخَوفَ الشَّديد، وصَاروا يُخرِبونَ ما في بُيوتِهمْ لئلاَّ يَستَفيدَ منها المسلِمون، وليَنقُلوا ما يَقدِرونَ عليهِ معَهم، ويُخرِبُها المؤمِنونَ مِنَ الخارِج، ليُوهِنوهُمْ ويَدخُلوا عَليهم. فاتَّعِظوا يا أهلَ العُقولِ والبَصائر، وتَفكَّروا في عاقِبَةِ مَنْ خالفَ أمرَ اللهِ ورسُولِهِ كيفَ يَحِلُّ بهمْ بأسُه، وما أُعِدَّ لهمْ مِنَ العَذابِ في الآخِرَةِ أكبرُ وأفظَع.

هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ

هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار