قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين... - سورة الممتحنة الآية 4

  1. الجزء الثامن والعشرون
  2. سورة الممتحنة
  3. الآية: 4

﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَـٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ الۡعَدَٰوَةُ وَالۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِاللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ إِلَّا قَوۡلَ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ وَمَآ أَمۡلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيۡءٖۖ رَّبَّنَا عَلَيۡكَ تَوَكَّلۡنَا وَإِلَيۡكَ أَنَبۡنَا وَإِلَيۡكَ الۡمَصِيرُ﴾

[الممتحنة:4]

تفسير الآية

لقدْ كانَ لكمْ قُدوَةٌ حسنَةٌ في نَبيِّ اللهِ إبراهيمَ وأتباعِهِ المؤمِنين، إذْ قالوا لقَومِهمُ المُشرِكين: تَبرَّأنا منكمْ ومِنَ الأصْنامِ والكَواكبِ التي تَعبُدونَها مِنْ دونِ الله، كفَرنا بدينِكمْ وأنكَرنا طَريقتَكم، وقدْ وجبَتِ العَداوَةُ والبَغضاءُ بينَنا وبينَكمْ ما دُمتُمْ على كُفرِكم، حتَّى تُوَحِّدوا اللهَ وتَعبُدوهُ وَحدَهُ لا شَريكَ له، إلاَّ ما جاءَ مِنْ قَولِ إبراهيمَ لأبيهِ الكَافِر: سأستَغفِرُ لك، ولا أملِكُ سِوَى الدُّعاءِ لك، ولا أقدِرُ على رَدِّ عَذابِ اللهِ عنكَ إنْ عصَيتَهُ وأشرَكتَ به.

وقالَ هوَ والمؤمِنونَ معَهُ مُتبَرِّئينَ مِنْ قَومِهمُ الكافِرين، مُفَوِّضينَ أمرَهمْ إلى رَبِّهم: اللهمَّ إنَّنا اعتمَدنا عَليك، وإليكَ رجَعنا في أُمورِنا كُلِّها، ومَرجِعُنا إليكَ في يَومِ القِيامَة.

وقَصدُ إبراهيمَ مِنَ الاستِغفارِ لأبيهِ هوَ طلبُ الهِدايَةِ له، ويَجوزُ هذا مادامَ الأبُ على قَيدِ الحياة، ولا يَجوزُ الاستِغفارُ لهُ بعدَ مَوتِهِ إذا ماتَ على الكُفر، وقدْ تبرَّأَ إبراهيمُ مِنْ أبيهِ بعدَ مَوتِهِ كافِراً ولم يَستَغفِرْ له، قالَ اللهُ تَعالَى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ} [سورة التوبة:114].

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ

قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير