قالَ جابِرٌ رَضيَ اللهُ عنه: أقبَلَتْ عِيرٌ - أي قافِلَةٌ مُحمَّلَةٌ بالمَتاعِ - يَومَ الجُمُعَة، ونحنُ معَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فثارَ النَّاسُ إلاّ اثنَي عشرَ رَجُلاً، فأنزلَ الله: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا...}. رَواهُ البُخاريُّ في صَحيحِه.
وإذا رَأَوا تِجارَةً قادِمَة، أو تَصفيقًا وطَبلاً، أو دُفًّا يُضرَبُ بهِ لاستِقبالِ القافِلَة، تَفرَّقوا مِنْ عندِكَ وقامُوا إلى التِّجارَة، وترَكوكَ قائمًا تَخطُبُ على المِنبَر، قُلْ لهمْ أيُّها الرسُول: إنَّ ما أعدَّهُ اللهُ مِنَ الأجرِ والثَّوابِ في الدَّارِ الآخِرَة، خَيرٌ مِنَ القِيامِ إلى اللَّهوِ وطلَبِ البَيعِ والشِّراءِ في هذا الوَقت، فإنَّ نَفعَ ما عندَ اللهِ مُحَقَّق، ونَفعَ اللَّهوِ في الدُّنيا ليسَ بمُحَقَّق، بلْ مُتَوهَّم، ونَفعَ التِّجارَةِ ليسَ بمُخَلَّد. وتَقديمُ اللَّهوِ على التِّجارَةِ هُنا لأنَّهُ أقوَى مَذَمَّة.
واللهُ خَيرُ مَنْ رزَقَ وأثَاب، وهوَ مُوجِدُ الأموَالِ والأرزَاق، فاسعَوا إليه، واطلُبوا منهُ الرِّزقَ في وَقتِهِ كما أمرَكم.