أيُّها المؤمِنون، التَزِموا بما أمرَكمُ اللهُ بهِ ونَهاكُمْ عنه، وأطِيعُوا رسولَه، فإنَّهُ مُبَلِّغُ أحكامِ ربِّه، وأطِيعُوا أولي الأمرِ مِنكمْ بالمعرُوف، أي: إذا كانَ أمرُهمْ موافِقاً لأحكامِ الشريعةِ الإسلامية، وإلاّ فإنَّهمْ لا يُطاعُون، ففي الحديثِ قولهُ صلى الله عليه وسلم: "السَّمعُ والطَّاعةُ على المرءِ المسلمِ فيما أحَبَّ وكَرِهَ ما لم يُؤمَرْ بمَعصِية، فإذا أُمِرَ بمَعِصيةٍ فلا سَمعَ ولا طاعة". رواهُ الشَّيخانُ وغيرُهما.
وإذا اختَلفتُمْ -أيُّها المؤمِنونَ- في شَيء، فراجِعوا فيهِ كتابَ اللهِ وسنَّةَ رسولِهِ صلى الله عليه وسلم، فما حَكَمَ بهِ الكتابُ والسنَّةُ هوَ الحقّ، ومَنْ تَخطَّى الحقَّ وقعَ في الضَّلال. فالواجِبَ عليكمُ التَّحاكُمُ إليهِما، هذا إذا كنتُمْ حقّاً مُؤمِنينَ باللهِ واليومِ الآخِر. والتحاكُمُ إلى كتابِ اللهِ وسُنَّةِ نبيِّه، والرجوعُ في فَصلِ النـزاعِ ورَدِّ الخصوماتِ إليهما، خيرٌ وأحمَدُ عاقبةً وأحسَنُ مآلاً.