ألا تَعْجَبُ أيُّها النبيُّ مِنْ صَنيعِ هؤلاءِ الذينَ يَدَّعُونَ الإيمانَ بما أُنزِلَ عليكَ وبما أُنزِلَ على الأنبياءِ مِنْ قَبلِك، ومعَ ذلكَ يُريدونَ أنْ يَتحاكَموا في فَصلِ الخُصوماتِ إلى غيرِ كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه؟
والطاغوتُ هوَ الشَّيطان، أو كلُّ مَنْ يَحكمُ بالباطل، وقدْ أُمِروا أنْ يَكفُروا به. فكيفَ يَتحاكَمونَ إليهِ وهمْ يُريدونَ الهِدايةَ بك؟! والشَّيطانُ يُريدُ إضلالَهمْ ليَنحرِفوا انحِرافاً بَعيداً عنِ الحقِّ حتَّى لا يَتحاكموا إليك!
وفي حديثٍ مُرْسَلٍ صحيحِ الإسنادِ أنَّها نَزلتْ في رجلٍ منَ الأنصارِ يَزعُمُ أنَّهُ مُسلم، كانتْ بينَهُ وبينَ يَهوديٍّ خُصومة، فاتَّفقا على أنْ يَتحاكما إلى كاهِنٍ مِنْ بَني جُهَينة.