إنَّهُمْ يُحِبُّونَ أنْ تَرجِعوا إلى الضَّلالِ فتكونونَ كفَّاراً مثلَهم، وما ذلكَ إلاّ لبُغضِهمْ وشدَّةِ عَداوتِهم لكم، ولغُلوِّهمْ وتمادِيهمْ في الكُفر، الذي طَمَسَ في قُلوبِهمْ نورَ الإيمانِ ونَقاءَ الفِطرة.
فلا تَثِقوا بأحدٍ منهم، ولا تُوالُوهم، ولا تَستَنصِروا بهمْ على الأعداءِ ما دامُوا كذلك، حتَّى تَتحَقَّقوا مِنْ إيمانِهمْ بهجرَتِهمْ للهِ ورسولِه، لا لغَرضٍ مِنْ أغراضِ الدُّنيا.
فإذا تَركوا الهِجرة، أو أظهَروا الكُفر، فخُذوهمْ أسرَى إذا قَدَرتُمْ عَليهم، واقتُلوهمْ أينما وَجدتُموهم، فإنَّ حُكمَهُمْ حكمُ سائرِ المشرِكينَ أسراً وقَتلاً - وقيل: المرادُ القَتلُ لا غير - ولا تُوالُوا منهمْ أحداً، بلْ جانِبوهمْ مُجانَبةً كلِّية، ولا تَقبلوا منهمْ نُصْرَةً ولا وِلاية.