فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون... - سورة المائدة الآية 13

  1. الجزء السادس
  2. سورة المائدة
  3. الآية: 13

﴿فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ لَعَنَّـٰهُمۡ وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَٰسِيَةٗۖ يُحَرِّفُونَ الۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَنَسُواْ حَظّٗا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآئِنَةٖ مِّنۡهُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۖ فَاعۡفُ عَنۡهُمۡ وَاصۡفَحۡۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الۡمُحۡسِنِينَ﴾

[المائدة:13]

تفسير الآية

فبسببِ نقضِهمُ العهدَ المؤكَّدَ الذي أُخِذَ عليهم، أبعدناهمْ عنْ رَحمتِنا، وطَردناهمْ منَ الهُدى؛ عقوبةً لهم، وجَعلنا قلوبَهمْ غَليظةً لا تَلين، تَنبو عنْ قبولِ الحقّ، ولا تَتَّعظُ بموعِظة. وكانوا يُحَرِّفونَ كلامَ اللهِ ويَفتَرونَ عليه، ويؤوِّلونَه، ويَحمِلونَهُ على غيرِ مُرادِه، وتَركوا قِسماً وافياً منَ التَّوراة فلمْ يَعمَلوا به.

ولا يزالُ هذا شأنَهمْ حتَّى صارَ المكرُ والخيانةُ عادةً لهم، فترَى منْ آثارِ ذلكَ غدرَهُمْ بكَ وأذاهُمْ لكَ ولأصحابِكَ الآن، إلا القليلَ منهم، وهمُ الذينَ أسلَموا. فاعفُ عنهم، وتَجاوزْ عمَّن أساءَ إليك، ما داموا على عهدِكَ ولم يَخونوك، فلعلَّهمْ يَهتدونَ بهذا الأسلوب، واللهُ يُحِبُّ مَنْ عفا وأحسَن، وتجاوزَ وتفضَّل.

ويبدو أنَّ الأكثرَ يَعتبرونَ الآيةَ مَنسوخة، بآيةِ السيفِ أو غيرِها، كما قالَ ابنُ الجوزيُّ في "النَّواسِخ"، لكنْ أوردَ قولَ ابنِ جريرٍ الطبريِّ: يَجوزُ أنْ يُعفَى في غَدْرةٍ فَعلوها ما لم يَنصِبوا حَرباً، ولم يَمتَنعوا مِنْ أداءِ الجزية والإقرارِ بالصَّغار، فلا يَتوجَّهُ النَّسخ.

فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين