وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا... - سورة المائدة الآية 64

  1. الجزء السادس
  2. سورة المائدة
  3. الآية: 64

﴿وَقَالَتِ الۡيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ غُلَّتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْۘ بَلۡ يَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيۡفَ يَشَآءُۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗاۚ وَأَلۡقَيۡنَا بَيۡنَهُمُ الۡعَدَٰوَةَ وَالۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ الۡقِيَٰمَةِۚ كُلَّمَآ أَوۡقَدُواْ نَارٗا لِّلۡحَرۡبِ أَطۡفَأَهَا اللَّهُۚ وَيَسۡعَوۡنَ فِي الۡأَرۡضِ فَسَادٗاۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الۡمُفۡسِدِينَ﴾

[المائدة:64]

تفسير الآية

وقالتِ اليَهود: إنَّ يدَ اللهِ بَخيلة - تعالَى اللهُ عنْ ذلك -. بَخِلَتْ نفوسُهمْ وأمسَكتْ أيديهمْ عنْ فعلِ الخيرات، فهمُ المعرُوفونَ بالبُخلِ والحسَدِ والجُبْن، والذلَّةِ والصَّغار، ولعنَهمُ اللهُ وطردَهمْ مِنْ رحمتهِ بما تَلفَّظوهُ مِنْ كلامٍ في جانبِ اللهِ خالقِهمُ العَظيم، ورازقِهمْ ورازقِ الأحياءِ في الكونِ كلِّه، فيَداهُ مَبسوطتانِ بالعَطاء، فهوَ ذو فَضلٍ عَميمٍ وعَطاءٍ جَزيل، لا تَنْفَدُ خزائنُه، يُنفِقُ كما يَشاء، مِنْ توسيعٍ على عبادٍ له، أو تَضييقٍ في الرزقِ على آخَرينَ منهم، وما قالوهُ هنا هوَ مِنْ كفرِياتِهم، وسوفَ يَزيدونَ عليها ويَتمادَونَ فيها، فيَكفرونَ بآياتٍ أخرَى تَنـزِلُ عليك، فيزدادونَ بذلكَ تَكذيباً وكُفراً على كفرِهم.

وألقَينا بينَ بعضِهمُ البعضِ عداواتٍ وأحقاداً، فصاروا فِرَقاً وجماعاتٍ لا تَكادُ تَتوافَقُ قلوبُهمْ ولا تَتَّحِدُ كلمتُهم؛ لكثرةِ اختلافِهمْ وخُصوماتِهمْ وجدالِهمْ في دينِهم، فصاروا مُتباغِضينَ مُتخاصِمين، وسيَكونُ هذا شأنَهمْ إلى يومِ القيامة.

وكلَّما أرادوا أنْ يَكيدوك، أو يُشعِلوا حرباً ضدَّ المسلِمين، بأساليبِهمُ الخبيثةِ ومكرِهمُ السيِّئِ وفتنَتِهمْ بينَ الأقوامِ والجماعات، أطفأها الله، فردَّ كيدَهمْ وقهرَهم، ونصرَ نبيَّهُ ودينَه. وهذا مِنْ سَجيَّتهمْ، فإنَّ شأنَهمُ الإفسادُ في الأرض، بالكيدِ لأهلِ الحقّ، وإثارةِ الشرِّ والفِتنة، وإيقادِ نيرانِ الحروب، واللهُ يَبغَضُ هذهِ الصفاتِ وأهلَها، ويَجزيهمْ على ذلكَ سُوءَ العَذاب.

وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ

وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين