ولو أنَّ أهلَ الكتابِ أقامُوا أحكامَ التوراةِ والإنجيلِ كما أُنزِلتْ مِنْ غيرِ تَحريفٍ ولا تَبديل، ومِنْ ذلكَ مبشِّراتُ بعثةِ الرسُولِ محمَّدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم، وما أُنزِلَ إليهمْ منْ ربِّهمْ مِنْ كتُبٍ على أنبياءِ بَني إسرائيل، ففيها كذلكَ البِشارةُ بهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم.
أو أنَّ المقصودَ الإيمانُ بالقُرآنِ الكريم، لو فَعلوا ذلكَ لوسَّعَ اللهُ لهمْ في الرِّزق، فنَـزلتْ عليهمُ السَّماءُ بالمطَر، وأخرَجتْ لهمُ الأرضُ النَّباتَ والثَّمَر.
ومِنْ أهلِ الكتابِ طائفةٌ آمنَتْ برسالةِ الإسْلام، وتابَعتِ النبيَّ محمَّداً صلى اللهُ عليه وسلم، وكثيرٌ منهمْ مُتعَصِّبونَ ومُعانِدونَ مُكابِرون، يُحَرِّفونَ الحقَّ ويُعرِضونَ عنه، فما أسوأ عملَهم، وما أخيبَ أملَهم!