قلْ أيُّها النبيُّ للمشرِكينَ وأهلِ الكتابِ منَ العابدينَ غيرَ الله: أتَعبدونَ مِنْ دونِ اللهِ ما لا يَقدِرُ على ضُرِّكمْ ولا إيصَالِ النفعِ إليكم، واللهُ خالقُكمْ وخالِقُهم، الذي يَجِبُ أنْ يُعبَدَ وَحدَه، وهوَ الذي يَنَفَعُ ويَضُرُّ ويُجازي على الأعمال، والجماداتُ المعبودةُ لا تَنطِقُ ولا تَسمعُ حتَّى تَضُرَّ وتَنفَع، والأناسيُّ لا يَقدِرونَ على النَّفعِ والضُّرِّ إلا إذا شاءَ الله، وهوَ وحدَهُ الذي يَتصرَّفُ في الكونِ كلِّهِ كما يَشاء، ولا يَقدِرُ أحَدٌ على أنْ يَمنعَهُ منْ ذلك، فلا نَفعَ ولا ضَررَ إلاّ منه، فلهُ وحدَهُ يجبُ أنْ تكونَ العبادة. وهوَ الذي يَسمعُ أقوالَ كلِّ عبادِه، ويَعلمُ جميعَ أحوالِهم.