ما أنزلَ اللهُ ولا أقرَّ بهذهِ الأشياء: البَحِيرة، وهي الناقةُ التي يُشَقُّ أذنُها ويُمْنَعُ دَرُّها للأصنام. والسائبة: يُسيِّبونَها لآلهتِهمُ المزعومةِ فلا يُحْمَلُ عليها شَيء. والوَصِيلة: الناقةُ التي تلدُ لأوَّلِ مرَّةٍ أنثَى، تَليها أنثَى أيضاً، ليسَ بينَهما ذكر، تُسَيَّبُ لطواغيتِهمْ كذلك.
والحام: إذ قضَى ضِرَابَه، يعني أتى الإناثَ ونَتجوا منهُ عَشَرةَ أبطن، أو عَدداً مُبهَماً، ودَّعوهُ للطواغيتِ كذلك، وأعفَوهُ منَ الحِمْل.
فهذا كلُّه أفعالٌ وحَالاتٌ مَردودةٌ ابتدعَتها الجاهليةُ ما شرَعها الله، ولكنَّ الكافِرينَ يَفعلونَ هذا ويَتقرَّبونَ به إلى الله، ويَقولون: اللهُ أمرَنا بذلك، وهمْ كاذِبونَ مُفتَرون، وأكثرُهمْ لا يَعقِلونَ أنَّ ذلكَ افتِراءٌ باطِل، لأنَّهمْ قلَّدوا فيهِ آباءَهم، فهوَ شأنُ الاتِّباعِ والتقليدِ الأعمَى.