أيُّها المؤمِنون، احفَظوا أنفسَكمْ وأصلِحوها بفِعلِ الخَيراتِ والابتِعادِ عنِ المعاصي، وابذُلوا في ذلكَ ما قَدَرْتُمْ منْ جُهدٍ وطاقَة، ولا يَضُرُّكمْ بعدَ ذلكَ ضلالُ مَنْ ضَلَّ وفَسادُ مَنْ فَسَدَ مِنَ النَّاس، إذا عَمِلتُمْ بما أُمِرتُمْ بهِ وكنتُمْ منَ المهتَدِين، ولا يؤاخذُكمُ اللهُ بذُنوبِ غَيرِكم، وإنَّ مَرجِعَكمْ جميعاً إلى اللهِ يومَ الحِساب، الضالُّ والمهتدي فيكم، فيُخبِرُ كلَّ عاملٍ بنوعِ عَملهِ وما يَترتَّبُ عليه من جزاء، إنْ خَيراً أو شَرًّا.
وليسَ في الآيةِ ما يَدُلُّ على تركِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عنِ المنكرِ إذا كانَ ذلكَ مُمكِناً، قالَ ابنُ عمرَ رضيَ اللهُ عنه: هذهِ الآيةُ لأقوامٍ يَجيؤونَ مِنْ بعدِنا، إنْ قالوا لم يُقْبَلْ منهم.