وقالَ الكافِرونَ أيضاً في عِنادٍ واستِكبار، لا بقَصْدِ الإيمان: هلاّ أُنزِلَ على هذا الرسُولِ مَلَكٌ مِنَ الملائكةِ يُخبِرُهمْ أنَّهُ رسولٌ مِنْ ربِّه؟ وهمْ يَقصِدونَ المَلَكَ بصورتهِ الحقيقيَّة، وهذا ما لا يُمكن. ولو أنزلنا مَلَكاً كما هو، لتَمَّ أمرُ إهلاكِهم، بسبَبِ هولِ مَنظرِه، معَ ضَعْفِ ما همْ فيهِ منَ القوَّة. ثمَّ لا يُمْهَلونَ بعدَ إنزالهِ ومشاهدتهِ لِيُسَلِّموا بالأمرِ أو يَتوبوا، لأنَّ الموتَ يكونُ قدْ سبقَهم.
ومنْ وجهٍ آخر: إذا أنزلَ اللهُ المَلَكَ ولم يُؤمنوا أهلَكهم، ولم يُنْـزِلْهُ تعالَى لئلاّ يَستَحِقُّوا هذا العَذاب.