وليسَ الأمرُ كما قالوا، مِنْ عَزمِهمْ على التَّصديقِ بالآياتِ وتَشُوُّقهمْ إلى الإيمانِ إذا عادوا إلى الدُّنيا، بلْ قالوا ذلكَ خَوفاً مِنَ العَذاب، وقدْ ظهرَ لهمْ ما كانوا يُسِرُّونَهُ مِنْ إنكارِ تَحَقُّقِ يومِ القيامةِ وعدمِ الإيمانِ بثبوتِ النارِ والحِساب. أو أنَّ المقصودَ هوَ ما كانوا يُسِرُّونَهُ منَ الإيمانِ بصدقِ رسالةِ الرسُولِ ولكنَّهمْ كانوا يُخْفُونَهُ عنْ أتْباعِهم، هكذا جَهلاً وعِناداً وحِفاظاً على الزَّعامة. ولو أنَّهمْ رَجعَوا إلى الدُّنيا لعَادوا إلى حالِهمْ منَ الكُفرِ والتكذيبِ والمعانَدة، فهمْ كاذبونَ في قولِهم: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الأنعام: 27].