وقالَ المشرِكونَ في تَعنُّتٍ وضَلالٍ دونَ أنْ يَقتَنِعوا بآياتٍ سَابقةٍ رأوها منَ الرسُولِ صلى الله عليه وسلم: هلاّ أُنزِلتْ عليهِ آيةٌ خارِقةٌ تكونُ دليلاً على نبوَّتِه؟
فقلْ لهمْ يا نبيَّ الله: إنَّ اللهَ قادرٌ على أنْ يُنـزِّلَ آيةً خارقةً كما أنزلها مِنْ قبلُ على أنبياءَ سابقِين، ولا يُعجِزُهُ شيءٌ مِنْ ذلكَ وهوَ خالِقُ الكون، ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يَعلمونَ أسبابَ الإمهالِ والتأخِير، فلو أنَّهُ سُبحانَهُ أنزلها وفقَ ما طَلبوا ثمَّ لم يؤمِنوا لعاجلَهمْ بالعُقوبة، كما فعلَ بالأمَمِ السَّابقة. {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ} [سورة الإسراء: 59].