والكافرونَ الذينَ كذَّبوا بالقُرآنِ وسائرِ الأدلَّةِ الواضِحات، مثَلُهمْ في قِلَّةِ علمِهمْ وعدمِ فَهمِهم، كالصُّمِّ الذينَ لا يَسمَعون، والبُكْمِ الذينَ لا يَتكلَّمون، وهمْ معَ ذلكَ في ظَلامِ لا يُبصِرون، فلا يَسمَعونَ الآياتِ سَماعَ المتفهِّمِ المتدبِّر، ولا يَقدِرونَ على النُّطقِ بالحقّ، لانجِذابِهمْ إلى التَّقليدِ الأعمَى وعدمِ تجاوبِهمْ معَ العَقلِ السَّويِّ والفِكرِ السَّليم، فهمْ في ظُلماتِ الكُفرِ والجهلِ والعِنادِ ماكِثون، وهوَ سُبحانَهُ المتصرِّفُ في خَلْقِه، فمَنْ وجدَ استعدادَهُ مائلاً إلى الكُفرِ والضَّلالِ أضلَّه، ومنْ وجدَ فيه خَيراً وقابِليَّةً لقَبولِ الحقِّ والتَّجاوبِ مع الإيمانِ أرشدَهُ إلى الطريقِ الصَّحيح.