وليسَ هناكَ أظلمُ ممَّنْ كذَبَ وادَّعى أنَّ للهِ شَريكاً في الأُلوهيَّة، منْ صنَمٍ وولدٍ وغَيرِ ذلك، أو ممَّنِ ادَّعى النبوَّةَ وهوَ كاذِبٌ لم يوحِ اللهُ إليهِ بشَيء، أو ممَّنْ قالَ إنَّهُ سيأتي بكتابٍ مثلِ القُرآنِ في بَيانهِ وإعْجازِه.
ولو نظرتَ فرأيتَ الكافِرينَ الظَّالمينَ في سكَراتِ الموتِ وكرُوبِه، وقدْ بسَطَتِ الملائكةُ الموكَّلةُ بقَبضِ أرواحِهمْ أيديَها عليهمْ بالضَّربِ والعَذابِ على وجوهِهمْ وأدبارِهم، وأرواحُهمْ مُتَشَبِّثةٌ بأجسادِهمْ لا تريدُ أنْ تَخرُج، حيثُ إنَّها تُبَشَّرُ بالعَذابِ والإهانة، وتقولُ لهمْ الملائكة: أخرِجوا أنفسَكمْ كَرْهاً، فاليومَ تُعاقَبونَ بالعَذابِ المُذِلِّ المُهين، جزاءَ كَذِبِكمْ على اللهِ ورسلِه، وعنادِكمْ واستِكبارِكمْ عنِ اتِّباعِ الحقِّ وإعراضِكمْ عمّا أنزلَهُ الله.