واذكرْ أيُّها النبيُّ يومَ يَحشُرُ اللهُ الإنسَ والجنَّ للعَرْضِ والحِساب، وقدْ كانَ بَعضُهمْ يُلقي الكلامَ الباطِلَ إلى بَعض، فقيلَ للجِنِّ: يا جَماعةَ الجنّ، قدْ أكثرتُمْ منْ إضلالِ الإنس، وأغرَيتُموهمْ بالشَّهوات، وجعلتُموهمْ مِنْ أتباعِكم، فصَاروا يتَّبِعونَ خُطواتِكم، فحُشِروا معَكم. وقالَ أتباعُهمْ ومحبُّوهمْ مِنَ الإنس: ربَّنا إنَّ الجِنَّ أمرتْنا فأغوَتْنا فأطَعناهم، وصِرنا صُحبةً مُتوالينَ في دارِ الدُّنيا، حتَّى حانَ الأجَل.
قالَ الله: مكانُكمُ النارُ أنتُمْ جميعاً، يا مَنْ تَواليتُمْ وتعاوَنتُمْ على الكُفرِ والضَّلالِ منَ الإنسِ والجنّ، ماكثينَ فيها أبداً، إلاّ ما شاءَ الله. واللهُ حَكيمٌ في تَقديرِ الجزاء، عليمٌ بأقوالِ النَّاسِ وأعمالِهم.
والاستِثناءُ في المشيئةِ هنا مختلَفٌ فيهِ عندَ المفسِّرين، يُنظَرُ شَيءٌ منَ التفصيلِ فيهِ الآيةَ (107) منْ سورةِ هود.