(42) كما ضُرِبَ المثلُ لهيئةِ الحرصِ على الإغواءِ بالقعودِ على الطريق، كذلك مُثِّلتْ هيئةُ التوسلِ إلى الإغواءِ بكلِّ وسيلةٍ بهيئةِ الباحثِ الحريصِ على أخذِ العدوّ، إذ يأتيهِ من كلِّ جهةٍ حتّى يصادفَ الجهةَ التي يتمكَّنُ فيها من أخذه، فهو يأتيهِ من بين يديه، ومِن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله، حتّى تخورَ قوَّةُ مدافعته، فالكلامُ تمثيل، وليس للشيطانِ مسلكٌ للإنسانِ إلاّ من نفسهِ وعقله، بإلقاءِ الوسوسةِ في نفسه، وليستِ الجهاتُ الأربعُ المذكورةُ في الآيةِ بحقيقه، ولكنّها مجازٌ تمثيليٌّ بما هو متعارفٌ في محاولةِ الناسِ ومخاتلتهم.. (التحرير والتنوير).
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين