تفسير سورة الكهف

  1. سور القرآن الكريم
  2. الكهف
18

﴿فَأَرَدۡنَآ أَن يُبۡدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيۡرٗا مِّنۡهُ زَكَوٰةٗ وَأَقۡرَبَ رُحۡمٗا﴾ [الكهف:81]


فأرَدتُ بقَتلي لهُ أنْ يُبْدِلَ اللهُ والِدَيهِ مَنْ هوَ خَيرٌ منهُ دِينًا وخُلُقًا، ويَكونَ أبَرَّ منهُ بهما.

﴿وَأَمَّا الۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيۡنِ يَتِيمَيۡنِ فِي الۡمَدِينَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزٞ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحٗا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ وَمَا فَعَلۡتُهُۥ عَنۡ أَمۡرِيۚ ذَٰلِكَ تَأۡوِيلُ مَا لَمۡ تَسۡطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرٗا﴾ [الكهف:82]


وأمَّا الجِدارُ الذي أصلَحتُه، فكانَ لغُلامَينِ يَتيمَينِ صَغيرَينِ في المَدينَة - وهيَ القَريَةُ المَذكورَة - وتَحتَهُ مالٌ مَدفونٌ مِنْ ذَهَبٍ وفِضَّةٍ يَخصُّهما، وكانَ أبوهُما صالِحًا تَقيًّا، ولو تُرِكَ الجِدارُ يَنقَضُّ لظهرَ الكَنزُ مِنْ تحتِه، ولَما استطاعَ الصَّغيرانِ أنْ يَدفعا عَنهُ مَكروهًا، فأرادَ رَبُّكَ أنْ يَكبَرا ويُدرِكا قوَّتَهما، ليَستَخرِجا حينَذاكَ كَنزَهما وهُما قادِرانِ على حِمايَتِه.

وهذا الذي فعَلتُهُ كانَ رَحمَةً منَ اللهِ بأصحابِ السَّفينَة، ووالِدَي الغُلام، وولدَي الرَّجُلِ الصَّالِح. وما فعَلتُ ذلكَ باختياري ورأيي، لكنِّي أُمِرتُ به، وفعَلتُهُ بأمرِ الله - وهذا دَليلٌ على نبوَّتِه -. وما فَعَلْتُهُ وأوقَفتُكَ على بيانِهِ ونَتيجَتِه، هوَ ما لم تَقدِرْ على الصَّبرِ عَليه.

وليسَ هُناكَ أيُّ دَليلٍ شَرعيٍّ ثابتٍ على أنَّ الخَضِرَ مازالَ حَيًّا، وما يَرِدُ في مثلِ هذا أقاويلُ وحِكاياتٌ لا تَنهَضُ حُجَّةً على ذلك.

﴿وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَن ذِي الۡقَرۡنَيۡنِۖ قُلۡ سَأَتۡلُواْ عَلَيۡكُم مِّنۡهُ ذِكۡرًا﴾ [الكهف:83]


ويَسألُكَ بعضُهمْ أيُّها النبيُّ عنْ شَأنِ ذي القَرنَين، فقُلْ لهم: سأذكرُ لكمْ مِنْ أنبائهِ وقَصَصِهِ قُرآنًا.

وهوَ قائدٌ فاتِحٌ مؤمِن، وحاكِمٌ صالِحٌ عادِل، ولم يَكنْ نبيًّا ولا مَلَكًا، وليسَ واحِدًا ممَّنِ انتصَرَ لهُ بَعضٌ المؤرِّخينَ والمُفَسِّرين، كالإسكندَرِ المَقدوني، والصَّعبِ الحِمْيَرِي، وكُورشِ الأخميني. وذكرَ كثيرٌ منهمْ أنَّهُ الأوَّل، وهوَ خَطأٌ ووَهم، فالمَقدونيُّ كانَ منْ أنصارِ فلسَفَةِ أرسطو، ولا يُسَمَّى ذا القَرنَينِ أصلاً، كما أنَّ القائدَ المؤمِنَ لا يُسَمَّى الإسكندَر، ولعلَّ الذي جمَعَ بينَهما هوَ ما وردَ منْ معاركِ المَقدونيِّ وانتِصاراتِه. وقدْ ذكرَ كثيرٌ منَ المؤرِّخينَ أنَّ ذا القَرنَينِ كانَ في عَصرِ إبراهيمَ الخَليلِ عليهِ السَّلام. واللهُ أعلم. والمُهِمُّ أنْ يُعتَبَرَ مِنْ سِيرَتِه.

﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُۥ فِي الۡأَرۡضِ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِن كُلِّ شَيۡءٖ سَبَبٗا﴾ [الكهف:84]


إنَّا جَعَلنا لهُ قُدرَةً وتَمَكُّنًا في الأرض، وحَصافَةً في الرأي، وحُسْنَ تَدبير، وجُنودًا وأعوانًا، ومَهَّدْنا لهُ الأسبَاب، وأعطَيناهُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ يَحتاجُ إليهِ في تَدبيرِ مُلكِهِ وفُتوحاتِهِ عِلمًا ومُكنَةً يَصِلُ بها إلى مَقصُودِه.

﴿فَأَتۡبَعَ سَبَبًا﴾ [الكهف:85]


فأرادَ بُلوغَ المَغرِب، فسلَكَ طَريقًا تُوصِلُهُ إليه.

﴿حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ الشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِي عَيۡنٍ حَمِئَةٖ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوۡمٗاۖ قُلۡنَا يَٰذَا الۡقَرۡنَيۡنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمۡ حُسۡنٗا﴾ [الكهف:86]


حتَّى إذا بلغَ ذو القَرنَينِ مَغرِبَ الشَّمس، رآها - في نظَرِهِ - تَغرُبُ في عَينٍ ذاتِ طِينَةٍ سَوداء، لعلَّها مَصَبُّ نَهر، حَيثُ يَختَلِطُ الطِّينُ بالماء، وكُلٌّ يَرَى الشَّمسَ تَغيبُ في مَكان، وعِندَما وصلَ ذو القَرنَينِ إلى ساحِلِ البَحرِ المُحيط، رَأى الشَّمسَ تَغيبُ في ذلكَ المَكان. ووَجَدَ عندَ تلكَ العَينِ أُمَّةً مِنَ الأُمَم، فألهَمنا ذا القَرنَين: إمَّا أنْ تعمَلَ فيهمُ القَتْلَ إذا لم يَدخلوا في الإسْلام، وإمَّا أنْ تُحسِنَ إليهمْ وتَدْعوَهمْ إلى الحَقِّ وتُعَلِّمَهمُ الهُدَى.

﴿قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوۡفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِۦ فَيُعَذِّبُهُۥ عَذَابٗا نُّكۡرٗا﴾ [الكهف:87]


قالَ ذو القَرنَينِ لذَوي مَشورَتِهِ وأهلِ الرَّأي منهم: أمّا مَنْ ظلَمَ نفسَهُ وأصرَّ على الإقامَةِ على الكُفرِ فسَوفَ نقتُلُه، ثمَّ يُرجَعُ إلى رَبِّهِ في الآخِرَة، فيُعَذِّبُهُ عَذابًا مُنكَرًا فَظيعًا.

﴿وَأَمَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُۥ جَزَآءً الۡحُسۡنَىٰۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنۡ أَمۡرِنَا يُسۡرٗا﴾ [الكهف:88]


وأمَّا مَنْ آمنَ واستَجابَ لدَعوَتِنا في عِبادَةِ اللهِ وحدَه، وعَمِلَ عمَلاً صالِحًا بحسَبِ مَا يَقتَضيهِ الإيمان، فلَهُ المَثوبَةُ الحُسنَى في الدَّارَين، ولا نُكَلِّفُهُ في الدُّنيا بما هوَ شاقٌّ عَليه، بلْ نُلَيِّنُ لهُ القَول، ونُعامِلُهُ باليُسرِ مِنْ أمرِنا.

قالَ صاحِبُ "الظِّلالِ" رحمَهُ الله: "وهذا هوَ دُستُورُ الحُكمِ الصَّالِح، فالمُؤمِنُ الصَّالِحُ يَنبَغي أنْ يَجِدَ الكرامَةَ والجَزاءَ الحسَنَ عندَ الحاكِم، والمُعتَدي الظَّالِمُ يَجِبُ أنْ يَلقَى العَذابَ والإيذاء...". إلى أنْ قال: "أمّا حينَ يَضطَرِبُ ميزانُ الحُكم، فإنَّ المُعتَدونَ المُفسِدونَ مُقَرَّبونَ إلى الحاكم، مُقَدَّمونَ في الدَّولَة، وإذا العامِلونَ الصَّالِحونَ مَنبوذونَ أو مُحارَبون، فعِندَئذٍ تتَحوَّلُ السُّلطَةُ في يَدِ الحاكِمِ سَوطَ عَذابٍ وأداةَ فَساد، ويَصيرُ نِظامُ الجَماعَة إلى الفَوضَى والفَساد".

﴿ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا﴾ [الكهف:89]


ثمَّ سلَكَ طَريقًا باتِّجاهِ المَشرِق.

﴿حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ الشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ قَوۡمٖ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرٗا﴾ [الكهف:90]


حتَّى إذا بلغَ مَطلِعَ الشَّمس، وهوَ الأُفُقُ الشَّرقيُّ في عَينِ الرَّائي، وجدَها تَطلُعُ على أُمَّةٍ ليسَ لهمْ بِناءٌ يَستَظِلُّونَ فيه، ولا لِباسٌ يَتسَتَّرونَ بهِ منْ حَرِّ الشَّمس.

﴿كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرٗا﴾ [الكهف:91]


وكانَ حُكمُهُ في هؤلاءِ القَوم، كحُكمِهِ في القَومِ السَّابِقين. وقدْ أحاطَ عِلمُنا بما عِندَهُ مِنَ الجُندِ والعُدَّةِ والتَّنظيمِ والتَّخطِيطِ والفُتوحات.

﴿ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا﴾ [الكهف:92]


ثمَّ سلَكَ طَريقًا ثالِثًا، وهوَ في كُلِّ مرَّةٍ يَدعو ويُجاهِد، فإنْ أطاعُوه، وإلاّ حاربَهم، وقوَّى بهمْ جُندَه.

﴿حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيۡنَ السَّدَّيۡنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوۡمٗا لَّا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ قَوۡلٗا﴾ [الكهف:93]


حتَّى إذا وصلَ إلى ما بينَ الجبَلَينِ وجدَ أمامَهما أُمَّةً لا يَكادونَ يَفهَمونَ كَلامَ أحَد، ولا يَفهَمُ النَّاسُ كلامَهم، لغَرابَةِ لُغَتِهمْ وبُعدِها مِنْ لُغاتِ النَّاس.

﴿قَالُواْ يَٰذَا الۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي الۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰٓ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدّٗا﴾ [الكهف:94]


فقالوا لهُ بواسِطَةِ مُتَرجِمِهم: يا ذا القَرنَين، إنَّ قَبيلَتَي يأجوجَ ومَأجوجَ(76) يُفسِدونَ في أرضِنا بالقَتلِ والنَّهبِ والأذَى، ولا يَدَعُونَ شَيئًا إلاّ أفسَدوه، فهَلْ نجمَعُ لكَ أمْوالاً عَظيمةً مِنْ عِندِنا لتَجعلَ بينَنا وبينَهمْ حاجِزًا يَمنَعُهمْ منَ الوصُولِ إلَينا؟

(76) رجَّحَ العلّامة محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره، أنهم المغولُ والتتار، بعد كلام، قال: "والذي يجبُ اعتمادهُ أن ياجوجَ وماجوجَ هم المغولُ والتتر".

﴿قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيۡرٞ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا﴾ [الكهف:95]


قالَ لهمْ ذو القَرنَين: ما قَوَّاني اللهُ عَليهِ وأعطاني مِنَ المُلْكِ والتَّمكينِ خَيرٌ وأفضَلُ مِنَ الذي تَجمَعونَهُ لي مِنَ المال، فدَعُوا هذا وسَاعِدوني بقُوَّتِكمْ وما عندَكمْ مِنْ موادّ، لأجعلَ بينَكمْ وبينَهمْ حاجِزًا قَويًّا وسَدًّا حَصينًا.

﴿ءَاتُونِي زُبَرَ الۡحَدِيدِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ الصَّدَفَيۡنِ قَالَ انفُخُواْۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارٗا قَالَ ءَاتُونِيٓ أُفۡرِغۡ عَلَيۡهِ قِطۡرٗا﴾ [الكهف:96]


أعطوني قِطَعَ الحديدِ الضَّخمَة. فجلَبوها له، وصارَ يَبني بها ما بينَ الجبَلَين. حتَّى إذا سَوَّى بها ما بينَ طَرَفَيه، قالَ للعُمَّال: انفُخوا في النَّارِ بالكِيران. حتَّى إذا صارَ الحديدُ أحمرَ كالنَّار، قالَ لهم: أعطوني النُّحاسَ المُذابَ لأُفرِغَهُ عَليه.

﴿فَمَا اسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا اسۡتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقۡبٗا﴾ [الكهف:97]


فما استَطاعَ يأجوجُ ومَأجوجُ أنْ يَعلُوا عَلى ذلكَ السَّدّ، لارتِفاعِهِ ومَلاسَتِه، وما استَطاعُوا أنْ يَنقُبوهُ ويَخرُقوه، لصَلابَتِهِ وثَخانَتِه.

﴿قَالَ هَٰذَا رَحۡمَةٞ مِّن رَّبِّيۖ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ رَبِّي جَعَلَهُۥ دَكَّآءَۖ وَكَانَ وَعۡدُ رَبِّي حَقّٗا﴾ [الكهف:98]


قالَ ذو القَرنَينِ رَحِمَهُ اللهُ في تَواضُع، شاكِرًا للهِ على ما وفَّقَهُ إليه: هذا السَّدُّ نِعمَةٌ منَ اللهِ لأهلِ هذهِ البلادِ ومَنْ بَعدَهم، فإذا جاءَ وعدُ ربِّي يَومَ القِيامَة، أو عندَ خروجِ يأجوجَ ومأجوجَ قَبلَ ذلك، جعَلَهُ مَدكوكًا وسَوَّاهُ بالأرض. وما وعدَ اللهُ بهِ حَقٌّ ثابِتٌ لا خُلْفَ فيه.

وذُكِرَ أنَّ آثارَ هذا السَّدِّ مازالتْ مَوجودةٌ في جُورجيا، في فَتحَةِ داريالَ بجِبالِ القَوقاز، التي كانتِ القَبائلُ المُتَوَحِّشَةُ تُغِيرُ منها على مَناطقِ جَنوبِ القَوقازِ وشَرقِ البَحرِ الأسوَدِ وغَربِ بَحرِ قَزوين. واللهُ أعلم.

﴿۞وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ يَمُوجُ فِي بَعۡضٖۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعۡنَٰهُمۡ جَمۡعٗا﴾ [الكهف:99]


وترَكنا النَّاسَ يَومَئذٍ - عندَ مَجيءِ الوَعد، بخروجِ يأجوجَ ومأجوج، أو يَومَ القِيامَة - يَدخُلُ بَعضُهمْ على بَعضٍ كمَوجِ الماء، فيَختَلِطون، لكَثرَتِهم. ونُفِخَ في الصُّورِ إثرَ ذلك، فجمَعْنا النَّاسَ في صَعيدٍ واحِد، للحِسابِ والجَزاء.

وخروجُ يأجوجَ ومأجوجَ مِنْ عَلاماتِ السَّاعَة.

﴿وَعَرَضۡنَا جَهَنَّمَ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡكَٰفِرِينَ عَرۡضًا﴾ [الكهف:100]


وأظهَرنا جَهنَّمَ يَومَ القِيامَةِ للكافِرينَ بمَرأًى منْ أهلِ المَحشر، ليَرَوا ما فيها منَ العَذابِ والنَّارِ المُلتَهِبَةِ قَبلَ دُخولِها، ليَكونَ ذلكَ أبلَغَ في خَوفِهمْ وحُزنِهم.