تفسير سورة البقرة

  1. سور القرآن الكريم
  2. البقرة
2

﴿وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّـٰيَ فَاتَّقُونِ﴾ [البقرة:41]


وآمِنوا بالقرآنِ المُنـزَلِ على النبيِّ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، المصدِّقِ لِما معَكم، ممَّا هوَ مَكتوبٌ في التوراةِ والإنجيل، ولا تكونوا -يا يهودَ المدينةِ- أوَّلَ مَنْ يَكفرُ بنبوَّةِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَني إسرائيل. ولا تَستبدلُوا بالإيمانِ وتصديقِ رسولي الدنيا وشهواتِها القليلةَ الفانية، وأطيعوني رجاءَ رَحمَتي بكمْ وهدايَتِكُمْ وإنقاذِكُمْ مِنَ العذاب.

﴿وَلَا تَلۡبِسُواْ الۡحَقَّ بِالۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ الۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة:42]


ولا تَخلِطوا الحقَّ بالباطلِ والصدقَ بالكذب، ولا تسكتُوا عنِ الحقِّ فتَكتموهُ وأنتُمْ تَعلمونَ أنَّهُ الحقّ، فإنَّ عندَكمْ معرفةً برسولي وبما جاءَ به، وهوَ مَكتوبٌ عندَكم، فلِمَ لا تُعلنونَ الإيمانَ به، بلْ تَكذِبونَ وتَقولونَ إنَّهُ ليسَ بنبيّ؟!

﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ الزَّكَوٰةَ وَارۡكَعُواْ مَعَ الرَّـٰكِعِينَ﴾ [البقرة:43]


فآمِنوا به، وصلُّوا معَه، وادفعُوا زكاةَ أموالِكمْ إليه، وكونوا معَ مَنْ آمنَ بهِ مِنْ أصحابهِ في أحسنِ أعمالِهم، واركَعوا للَّهِ معَهمْ كما يَركعون.

﴿۞أَتَأۡمُرُونَ النَّاسَ بِالۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ الۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [البقرة:44]


أتَطلُبونَ مِنَ الناسِ أنْ يَعمَلوا الخيرَ ولا تَعملونَ أنتمْ به، وعندَكمُ العِلم، بما تقرؤونَهُ في الكتُب، وتَعلمونَ جزاءَ مَنْ خالفَ أمرَ اللهِ في ذلك؟ ألا تتنبَّهونَ إلى خطأ ما أنتمْ فيهِ وخطَرهِ عليكم؟ فهلاّ اتَّصفتُمْ بالعقلِ وعمِلتمُ الخيرَ كما تأمرونَ بهِ الناس؟

﴿وَاسۡتَعِينُواْ بِالصَّبۡرِ وَالصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الۡخَٰشِعِينَ﴾ [البقرة:45]


واستعينوا أيُّها المؤمنونَ على طَلَبِ الخيرِ في الآخِرةِ والدنيا، بالصبرِ على طاعةِ الله، والصَّلاة. فإنَّ الصبرَ لابدَّ منهُ في كلِّ أمرٍ شاقّ، والصلاةُ تُعِينُ على الثباتِ على الأمر، وهي شاقَّةٌ وثقيلةٌ إلاّ على المتَواضِعينَ المُطيعينَ لله.

﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة:46]


الذينَ يؤمنونَ بوعدِ اللهِ ووعيده، وبأنَّهمْ محشورونَ إليهِ يومَ القيامة، وأنَّ أعمالَهمْ معروضةٌ عليه. وهذا الإيمانُ هوَ الذي يدفعُهمْ إلى طاعتِه، وتجنُّبِ معاصيه.

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ اذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ الَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَنِّي فَضَّلۡتُكُمۡ عَلَى الۡعَٰلَمِينَ﴾ [البقرة:47]


واذكروا يا بني إسرائيلَ نِعَمِي على آبائكمْ وأسلافِكم، وأنِّي فضَّلتُكمْ آنَذَاكَ على العالَمين، بإرسالِ الرسلِ إليهم، وإنزالِ الكتبِ عليهم، وجعَلتُهمْ سادَةً ومُلوكًا.

﴿وَاتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡـٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ﴾ [البقرة:48]


واحذَروا يومَ الجزاء، الذي لا يُغني فيهِ أحدٌ عنْ آخَر، ولا يُقْبَلُ مِنْ كافرٍ تقرُّبٌ ولا فِداءٌ للتجاوُزِ عنْ كُفرهِ ومَعصِيَته، ولا أحدَ يدافعُ عنهُ وينْصُرهُ ليُنقذَهُ منَ العذاب، فكلُّ نفسٍ مسؤولةٌ عنْ نفسِها.

﴿وَإِذۡ نَجَّيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ الۡعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمٞ﴾ [البقرة:49]


واذكروا يا بني إسرائيلَ مِنْ نِعَمِي عَليكمْ إنقاذَكُم مِنْ ظُلمِ فِرعَونَ وآلِه، عندَما كانوا يُذِيقُونَكمْ أقسَى أنواعِ العذابِ وآلَمَه، فيَذبَحونَ كلَّ ذَكَرٍ يُولَدُ فيكم، ويُبْقُونَ على بناتِكم؛ خَوفاً مِنْ أنْ يكونَ زوالُ مُلكهِ على يدَي رَجُلٍ منكم. وفي إنقاذِكمْ مِنْ هذا العَذابِ نعمةٌ عَظيمةٌ مِنْ ربَّكمْ عليكم، فلا تَنْسَوْها.

﴿وَإِذۡ فَرَقۡنَا بِكُمُ الۡبَحۡرَ فَأَنجَيۡنَٰكُمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ﴾ [البقرة:50]


واذكُروا عندَ خروجِكمْ معَ موسى استنفارَ فرعونَ جيشَهُ لمتابعتِكمْ والقضاءِ عليكم، فانفلقَ البحرُ لكمْ وخلَّصكمُ اللهُ منهم، فحجزَ بينَكمْ وبينَهم، وأغرقَهم، وأنتمْ تَنظُرونَ إليهم.

﴿وَإِذۡ وَٰعَدۡنَا مُوسَىٰٓ أَرۡبَعِينَ لَيۡلَةٗ ثُمَّ اتَّخَذۡتُمُ الۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ﴾ [البقرة:51]


واذكروا أيضاً عندَما ذهبَ موسى إلى ميقاتِ ربِّهِ للمناجاة، مُسْتَخْلِفاً هارونَ عليكم، وبقيَ أربعينَ يوماً، وأُنزِلَتْ عليهِ التوراة، ثمَّ اتَّخذتُمُ العِجلَ إلهاً وعَبدتموهُ بتَسويلِ السامريِّ لكم، مِنْ بَعدِ غَيبَةِ موسَى عَنكم. وقدْ كانَ عملُكمْ هذا ظُلماً عظيماً، باتِّخاذِكمُ العِجْلَ إلهًا دونَ الله.

﴿ثُمَّ عَفَوۡنَا عَنكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [البقرة:52]


ومعَ هذا فقدْ عفا اللهُ عنكم، لعلَّكمْ تشكرونَه، وتَعرفونَ نعمتَهُ عَليكم.

﴿وَإِذۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى الۡكِتَٰبَ وَالۡفُرۡقَانَ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [البقرة:53]


واذكروا منْ نِعَمِنا عليكمْ أنْ أَعْطَيْنا موسى التوراة: كتابًا مُنَـزَّلاً، وحجةً يُفَرِّقُ بينَ الحقِّ والباطل، لعلَّكمْ تَهتدونَ بالتدبُّرِ فيهِ والعملِ بما يَتضمَّنه.

﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِنَّكُمۡ ظَلَمۡتُمۡ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الۡعِجۡلَ فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمۡ فَاقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ عِندَ بَارِئِكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۚ إِنَّهُۥ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة:54]


واذكروا عندما قالَ موسى لبَني إسرائيلَ الذينَ عَبدوا العِجْلَ: لقدِ ارتكبتُمْ جُرْماً عظيماً ومَعصيةً كبيرةً عندما اتَّخذتمُ العجلَ ربّاً دونَ الله، ولا توبةَ لكمْ عندَ خالقِكمْ إلاّ أنْ يَقْتُلَ بعضُكُم بعضاً، فيَقتُلَ البريءُ منكمُ المجرمَ، فإنَّهُ أنسبُ عقوبةٍ لنفوسِكمُ السيِّئة، وقلوبِكمُ القاسية، وطبيعتِكُمُ المنحَرفة، وعسَى أنْ يَكونَ هذا توبةً لجُرمِكمُ الشنيع، وتَذكرةً مؤلمةً لكمْ لئلاّ تَعودوا إلى مثلِه. ثمَّ أدركتْكُمْ رحمتُهُ فَتَابَ عليكم، فهوَ يَقبلُ التوبَةَ الصادقةَ مِنْ عبادِه، رحمةً بهم.

﴿وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهۡرَةٗ فَأَخَذَتۡكُمُ الصَّـٰعِقَةُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ﴾ [البقرة:55]


ثمَّ قلتُمْ لنبيِّكمْ موسى: نرفضُ أنْ نُؤمنَ حتَّى نرَى اللهَ عِيَاناً! وهوَ مّما لا يُستطاعُ لكمْ ولا لأمثالِكم، فَنَزَلَتْ عليكمْ صَيْحةٌ قويَّةٌ منَ السماء؛ لِفَرْطِ عِنادِكمْ وتعنُّتِكُمْ وطلبِكمُ المستحيل، فمتُّمْ بينما يَنظرُ بعضُكم إلى بعض.

﴿ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [البقرة:56]


ثمَّ رحِمْناكمْ فأحييْنَاكمْ لِتَسْتوفُوا بقيَّةَ آجالِكُم وأرزاقِكُم، وعسَى بذلكَ أنْ تَشكروا نعمةَ ربِّكمْ عَليكم.

﴿وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ الۡغَمَامَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ الۡمَنَّ وَالسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ﴾ [البقرة:57]


ومنْ نِعَمهِ عليكمْ في التِّيهِ أنْ ظلَّلَ عليكمُ السحابَ ليقيَكُم حَرَّ الشمسِ المُحرِق، وأرسلَ إليكم طعاماً شهيّاً لا تَتعبونَ في تحصيله، وهوَ المَنُّ الذي تَجدونَهُ على الأشجارِ حُلواً كالعَسل، وطائرُ السُّمَانَى القريبُ المنال، فكُلُوا منْ هذا الطعامِ الطيِّبِ الهَنيءِ الذي رزَقناكم.

ومَا أَدخَلوا بعِصيانِهمْ نَقصًا في مُلكِنا وسُلطانِنا، فنحنُ أعزُّ مِن أنْ نُظلَم، ولكنَّ بَني إسرائيلَ جَحدوا نِعمتَنا، وأَضَرُّوا بأنفُسِهم، فكانتْ عاقبةُ ظلمِهمْ على أنفسِهم.

﴿وَإِذۡ قُلۡنَا ادۡخُلُواْ هَٰذِهِ الۡقَرۡيَةَ فَكُلُواْ مِنۡهَا حَيۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدٗا وَادۡخُلُواْ الۡبَابَ سُجَّدٗا وَقُولُواْ حِطَّةٞ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَٰيَٰكُمۡۚ وَسَنَزِيدُ الۡمُحۡسِنِينَ﴾ [البقرة:58]


ولمّا طُلِبَ منكمْ دخولُ بيتِ المَقدس، وقتالُ مَنْ فيها منَ العَماليقِ الكفَرة، جَبُنتُمْ عنْ قتالِهم، فرماكمُ اللهُ في التِّيه، حتَّى يَنشأ جيلٌ جديدٌ على غيرِ ما أنتُمْ عليه، الذي قادَهمْ يوشَعُ بنُ نون، ففتحَ المدينةَ ودخلَها، لتَعيشوا في القدسِ في رغَدٍ وهَناء. وطُلِبَ منكمْ أنْ تَقولوا عندَ الدخول: "حِطَّةٌ": حُطَّ عنّا ذنوبَنَا واغفرْ لنا، معَ تواضُعٍ وخُشوع. فإذا قلتُمْ ذلكَ غفَرنا لكمْ ذنوبَكم، وزِدنا المحسنينَ منكمْ إحساناً.

﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزٗا مِّنَ السَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ﴾ [البقرة:59]


لكنَّ فريقاً ظالماً منكمْ خالَفوا وعصَوْا، فبدَّلوا ما أُمِروا بهِ من الخضوعِ بالقولِ والفعل، فَبَدَلَ أنْ يَدخلوا ساجدينَ مُستَغفرِين، دخلوا على هيئةٍ أُخرَى مُخالِفة، وقالوا قَولاً آخرَ غيرَ الذي أُمِروا به، مخالفةً ومعاندة!

فأنزلَ اللهُ على هؤلاءِ الظالمينَ غضبَهُ وعذابَه؛ لفِسقِهمْ وعِصيانِهم(6).


(6) إن فُسِّرَ [الرجزُ] بالثلجِ كان كونهُ {مِّنَ ٱلسَّمَاء} ظاهراً، وإنْ بغيرهِ فهو إشارةٌ إلى الجهةِ التي يكونُ منها القضاء، أو مبالغةٌ في علوِّهِ بالقهرِ والاستيلاء. (روح المعاني).

﴿۞وَإِذِ اسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا اضۡرِب بِّعَصَاكَ الۡحَجَرَۖ فَانفَجَرَتۡ مِنۡهُ اثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنٗاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٖ مَّشۡرَبَهُمۡۖ كُلُواْ وَاشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ اللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي الۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ﴾ [البقرة:60]


واذكروا يا بني إسرائيلَ مِنْ نِعَمي عَليكم، عندما استُجِيبَ دعاءُ نبيِّكمْ موسى عليهِ السلام، لمّا طَلَبَ السُّقيا لكم، فأمرناهُ أنْ يَضرِبَ حَجراً بعَصاه، فضربَهُ، فانفجرَتْ منهُ اثنَتا عشرةَ عَيناً(7)، لكلِّ قَبيلةٍ مِنْ قبائلكمْ عَينٌ قدْ عرَفتها. فكُلُوا المَنَّ والسَّلوى، واشرَبوا منْ هذا الماءِ المَعين، الذي جاءَكمْ بدونِ كدٍّ ولا تَعب، واعبدوا اللهَ الذي سخَّرَ لكمْ كلَّ هذا ويسَّره، ولا تُقابِلوهُ بالجُحُودِ والعِصيانِ فتُسْلَبُوها.

(7) الانفجار: الانسكاب، والانبجاس: الترشحُ والرشّ، فالرشُّ أول، ثم الانسكاب. {مِنْهُ} أي: من ذلك الحجر، {اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً}: ماءً عذبًا. (روح البيان).