تفسير سورة الأعراف

  1. سور القرآن الكريم
  2. الأعراف
7

﴿قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ الۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأعراف:121]


وقالوا: آمنّا بربِّ العَالمين، مالكِهمْ وسيِّدِهمْ والمتصرِّفِ في أمرِهم.

﴿رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ﴾ [الأعراف:122]


ربِّ موسَى وهارون، وليسَ هوَ فرعونَ مُدَّعي الربوبيَّة، فما هو إلاّ عَبد.

﴿قَالَ فِرۡعَوۡنُ ءَامَنتُم بِهِۦ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكۡرٞ مَّكَرۡتُمُوهُ فِي الۡمَدِينَةِ لِتُخۡرِجُواْ مِنۡهَآ أَهۡلَهَاۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف:123]


فقالَ لهمْ فِرعَون، وقدْ عَلِمَ أنْ لا مَجالَ لبقاءِ مُلكهِ بالحِوارِ والعَقلِ والمحاجَجة: أآمنتُمْ بربِّ موسَى وهارونَ قبلَ أنْ أسمحَ لكمْ بذلك؟! إنَّ هذا الصنيعَ الذي قمتُمْ به، ما هوَ إلاّ مُؤامرةٌ وحِيلةٌ كانتْ عنْ سابقِ تَشاورٍ بَينكمْ وبينَ موسَى في المدينةِ قبلَ أنْ تأتوا إلى هذا الميدان، لتُخرِجوا منها القِبْط، وتبقَى لكمْ ولبَني إسرائيل، فسوفَ ترونَ عاقبةَ ما أفعلُ بكم.

﴿لَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفٖ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمۡ أَجۡمَعِينَ﴾ [الأعراف:124]


سأقطَعُ منْ كلِّ واحدٍ منكمْ يدَهُ اليُمنَى ورِجْلَهُ اليُسرَى، ثمَّ أصلُبُكمْ على جُذوعِ النَّخلِ جميعاً(46)، لتَموتوا جُوعاً وعَطشاً، عُقوبةً لإيمانِكم.

(46) قالَ الراغبُ في مفرداته: الصُّلب: الذي هو تعليقُ الإنسانِ للقتل، قيل: هو شدُّ صُلبهِ على خشب، وقيل: إنما هو مِن صَلْبِ الودَك. وقد قالَ قبلَهُ: الصَّلبُ والاصطِلاب: استخراجُ الودَكِ (أي الشحمِ) من العظم.

﴿قَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ﴾ [الأعراف:125]


قالَ السَّحرةُ - وقدْ آمَنوا -: نحنُ عائدونَ إلى رَحمةِ اللهِ وثَوابِه، ومَصيرُكَ ومَصيرُنا إلى اللهِ يومَ القيامَة، فيَحكمُ بينَنا، ولا نُبالي بوعيدِك، وعذابُهُ أشدُّ مِنْ عذابِك.

﴿وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا بِـَٔايَٰتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتۡنَاۚ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَتَوَفَّنَا مُسۡلِمِينَ﴾ [الأعراف:126]


وما تُنكِرُ منّا سِوَى إيمانِنا بآياتِ ربِّنا ومُعجِزاتهِ لمّا أتَتنا. اللهمَّ صبِّرْنا على التمسُّكِ بدينِكَ والثَّباتِ عليه، وتوفَّنا على الإسلام، مُتَّبعينَ نبيَّكَ موسَى عليهِ السَّلام.

﴿وَقَالَ الۡمَلَأُ مِن قَوۡمِ فِرۡعَوۡنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوۡمَهُۥ لِيُفۡسِدُواْ فِي الۡأَرۡضِ وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَنَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡ وَإِنَّا فَوۡقَهُمۡ قَٰهِرُونَ﴾ [الأعراف:127]


وقالَ مستَشارو فِرعَونَ وقادتُه له، وقدْ كَثُرَ أتباعُ موسَى مِنْ بَني إسْرائيل: أتَترُكُ موسَى وقومَهُ ليُفسِدوا في أرضِ مِصر، وهمْ يَدْعونَ رعيَّتَكَ إلى عِبادةِ اللهِ والخروجِ عليك، وتكونُ النَّتيجةُ أنْ يَترُككَ موسَى ويَترُكَ مَعبوداتِك؟ ذُكِرَ أنَّهُ كانَ قدْ صنعَ أصناماً وأمرَ الناسَ بعبادتِها تقرُّباً إليه. وقِيلَ غيرُ ذلك.

أجابَ فِرعَونُ أصحابَهُ بقوله: لنْ نترُكَهمْ هكذا، بلْ سنَفعلُ بهمْ كما كانَ يُفْعَلُ بهمْ سابقاً، سنَقتلُ كلِّ ذَكَرٍ منهم يُولَد، ونُبقي على إناثهم، قَهْراً وإذلالاً لهم، وسنَغلِبُهمْ بهذا، فيَقلُّونَ شَيئاً فشَيئاً، ولنْ يَقدِروا على الفَسادِ بعدَ ذلك، وهمْ جميعاً مَقهورونَ تحتَ أيدينا.

﴿قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِ اسۡتَعِينُواْ بِاللَّهِ وَاصۡبِرُوٓاْۖ إِنَّ الۡأَرۡضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَالۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ﴾ [الأعراف:128]


قالَ موسَى لبَني إسْرائيلَ وهوَ يَعِظُهمْ ويقوِّي مِنْ عَزائمِهم: اطلُبوا العَونَ والقوَّةَ والتوفيقَ منَ اللهِ ربِّكم، واصبِروا على ما تُوعَدونَ بهِ وتُهَدَّدون، فإنَّ الأرضَ مُلْكٌ لله، ومِصْرُ مِنْ أرضِه، فهيَ ليسَتْ لفِرعَون، بلْ مِنْ مُلكِ الله، وهوَ يُعطيها مَنْ يشاءُ مِنْ عبادِه، والنصرُ منْ عندِ الله، والعاقبةُ المحمودةُ لعبادِ اللهِ المؤمِنينَ الخائفينَ من عُقوبته، وليستْ للظَّالمين.

﴿قَالُوٓاْ أُوذِينَا مِن قَبۡلِ أَن تَأۡتِيَنَا وَمِنۢ بَعۡدِ مَا جِئۡتَنَاۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُهۡلِكَ عَدُوَّكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفَكُمۡ فِي الۡأَرۡضِ فَيَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف:129]


قالَ بنو إسْرائيلَ لنبيِّهمْ موسَى عليهِ السلام: كنّا نُظْلَمُ ونُعذَّبُ قبلَ أنْ تُبْعَثَ رَسولاً، وها نحنُ نُعَذَّب ونُضطَهَدُ بعدَ إرسالِك.

فقالَ لهم: عسَى ربُّكمْ أنْ يَقضيَ على عدوِّكمُ الذي أرعَبكمْ وتوعَّدكم، ويَجعلَكمْ خُلفاءَ في أرضِ مِصرَ مِنْ بعدِهم، فيرَى ما الذي تَفعلونَهُ بعدَ النَّصر، تُطيعُونَ فتَشكُرون، أمْ تَعصُونَ فتَكفُرون؟

﴿وَلَقَدۡ أَخَذۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ بِالسِّنِينَ وَنَقۡصٖ مِّنَ الثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعراف:130]


وقدْ ابتَلينا قومَ فِرعونَ بالقَحطِ والجوعِ، ونقَصنا مِنْ مَحصولِ زِراعاتِهمْ وثَمراتِ أشجارِهم، بالآفاتِ وقلَّةِ الإنتاج؛ ليتذكَّروا بذلكَ ويتَّعِظوا ويتضرَّعوا إلى الله، ويَترُكوا ما همْ عليهِ منْ شِرك.

﴿فَإِذَا جَآءَتۡهُمُ الۡحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَٰذِهِۦۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ أَلَآ إِنَّمَا طَـٰٓئِرُهُمۡ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف:131]


فإذا كانتْ سنةَ خِصْبٍ ورَخاء، وصارُوا في سَعةٍ وعَافية، قالوا: هذا مِنْ حقِّنا، أصَبناهُ بتَعبِنا، ولم يَروْهُ تَفضُّلاً منَ الله، وإذا كانتْ سَنةَ قَحطٍ وبلاءٍ تشاءَموا وقالوا: أصابَنا هذا النَّقصُ والبلاءُ بسبَبِ ما جاءَ بهِ موسَى وما يَدعو إليهِ هوَ وقومُه.

لكنَّ ما قُسِمَ لهمْ منْ نصيبٍ وقُدِّر لهمْ مِنْ رِزقٍ، وما يُصيبُهمْ مِنْ خَيرٍ وشَرٍّ كلُّهُ مِنْ عندِ الله، ولكنَّ أكثرَهمْ لا يَعلَمونَ ذلك، ولذلكَ يَقولونَ ما يَقولون.

﴿وَقَالُواْ مَهۡمَا تَأۡتِنَا بِهِۦ مِنۡ ءَايَةٖ لِّتَسۡحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِينَ﴾ [الأعراف:132]


وقالَ قومُ فِرعَونَ لموسَى في عِنادٍ وإصرارٍ على الباطِل: إنَّكَ مَهما جئتَنا بهِ منْ مُعجِزةٍ لتُشبِّهَ بها عَلينا، أو تَرُدَّنا بها عنْ دينِنا وتَصرِفنا عمّا نحنُ فيه، فلنْ نَقبلَها منك، ولنْ نُؤمنَ بكَ وبرسالتِك.

﴿فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ الطُّوفَانَ وَالۡجَرَادَ وَالۡقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ ءَايَٰتٖ مُّفَصَّلَٰتٖ فَاسۡتَكۡبَرُواْ وَكَانُواْ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ﴾ [الأعراف:133]


فكانَ جزاءَ كفرِهمْ وإصرارِهمْ على الباطِل، أنْ عاقبناهُمْ بإرسالِ الطُّوفانِ عَليهم، فملأ بيوتَهم، وأتلفَ زرُوعَهم، وأغرَقَ أراضيَهم... ثمَّ أرسَلنا عليهمُ الجرادَ فأتلفَ ما بقيَ مِنْ زُروعِهم، وأكلَ ثمارَهمْ ونباتَهم، ثمَّ القملَ - وكفى بهِ عذاباً -، والضفَادِع، التي ملأتْ بيوتَهمْ وأوعيتَهمْ وأطعِمتَهم، ثمَّ الدمَ ليجريَ في مياهِهم، فصارُوا يَشرَبونَ الدم، ولا يَطبخون! ... وكلُّها آياتٌ وأدلَّةٌ وعِبَرٌ إلهيةٌ بيِّنةٌ، كافيةٌ للرَّدعِ عنِ الكُفر، والاستِسلامِ لله، والإيمانِ برسالتِه، ولكنَّهمْ معَ كلِّ هذا استَكبَروا عنِ الإيمانِ بها، فكانوا كافِرينَ مُجرِمين.

﴿وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيۡهِمُ الرِّجۡزُ قَالُواْ يَٰمُوسَى ادۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَۖ لَئِن كَشَفۡتَ عَنَّا الرِّجۡزَ لَنُؤۡمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرۡسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ﴾ [الأعراف:134]


ولمَّا نزلَ بهمُ العَذاب، واستقرَّ فيهم، وكادوا أنْ يَهلِكوا، قالوا: يا موسَى ادعُ لنا اللهَ بعهدهِ عندكَ - وهوَ النبوَّة - أنْ يَكشِفَ عنّا العَذابَ الذي ابتَلانا به، فإذا أزالَ ما بنا، أقسَمنا لكَ بأنَّنا سَنؤمنُ بما جئتَنا به، وسنُرسِلُ معكَ بَني إسرائيل، كما طَلبت.

﴿فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُمُ الرِّجۡزَ إِلَىٰٓ أَجَلٍ هُم بَٰلِغُوهُ إِذَا هُمۡ يَنكُثُونَ﴾ [الأعراف:135]


فلمّا أنجَيناهمْ مِنَ العَذابِ إلى وقتٍ محدَّدٍ - وهوَ وقتُ الغرَقِ - إذا همْ يَتمرَّدونَ ويَنقُضونَ العَهد، فلم يُؤمنوا!

﴿فَانتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ فِي الۡيَمِّ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَكَانُواْ عَنۡهَا غَٰفِلِينَ﴾ [الأعراف:136]


فأرَدنا الانتِقامَ منهم، فأغرَقناهمْ في البَحر، بسببِ تكذيبِهمْ بآياتِ اللهِ العَظيمة، وعدمِ اكتراثِهمْ بها، وغَفلتِهمْ عنها.

﴿وَأَوۡرَثۡنَا الۡقَوۡمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسۡتَضۡعَفُونَ مَشَٰرِقَ الۡأَرۡضِ وَمَغَٰرِبَهَا الَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۖ وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ الۡحُسۡنَىٰ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ بِمَا صَبَرُواْۖ وَدَمَّرۡنَا مَا كَانَ يَصۡنَعُ فِرۡعَوۡنُ وَقَوۡمُهُۥ وَمَا كَانُواْ يَعۡرِشُونَ﴾ [الأعراف:137]


وأورَثنا بَني إسرائيلَ الذينَ كانوا يُستعبَدونَ ويُقهَرونَ مِنْ قِبَلِ فِرعَونَ وقومِه، ويُذبَحُ أبناؤهمْ ويُسامونَ سُوءَ العذاب، أورثناهمُ الأرضَ بجَميعِ جهاتِها ونواحيها - ولعلَّ المقصودَ ما كانَ تحتَ مُلكِ أعدائهمْ منها، مصرُ والشامُ ونواحيها، فملَّكهمْ اللهُ إيَّاها ومكَّنهمْ منها - التي بارَكنا فيها بالخِصبِ وسَعَةِ الرِّزقِ وكَثرةِ النَّفع، وتَحقَّقَ ما وعدَ اللهُ بهِ بني إسْرائيلَ منَ النَّصرِ على الأعداءِ والتَّمكينِ في الأرض، بما صَبروا على دينِهمْ وكابَدوا الشَّدائدَ والعَذابَ مِنْ فِرعَونَ وقومِه.

ودمَّرنا ما كانَ يَصنعهُ فِرعَونُ وقومُهُ منَ القُصورِ والعمائرِ والمزارعِ في أرضِ مِصر، وما كانوا يُقيمونَ منْ هَيئاتِ مِظَلاّتٍ وسُقوفٍ في البسَاتين.

﴿وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ الۡبَحۡرَ فَأَتَوۡاْ عَلَىٰ قَوۡمٖ يَعۡكُفُونَ عَلَىٰٓ أَصۡنَامٖ لَّهُمۡۚ قَالُواْ يَٰمُوسَى اجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ﴾ [الأعراف:138]


وعبَرَ النبيُّ موسَى ببعضِ بني إسرائيلَ البَحر، فمَرُّوا بقومٍ يُلازِمونَ أصناماً ويَعبدونَها مِنْ دونِ الله، فقالوا لموسَى عليهِ السَّلامُ في جَهلٍ وغَفلة: يا موسَى، اجعلْ لنا تِمثالاً نَعبُده، يَعني نُعَظِّمهُ ونَتَقرَّبُ بتَعظيمهِ إلى الله! كما يَفعلُ هؤلاء.

فقالَ لهمْ موسى: إنَّكمْ قومٌ تَجهلونَ عَظَمةَ اللهِ وربوبيَّتَهُ وتَوحيدَه.

﴿إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ مُتَبَّرٞ مَّا هُمۡ فِيهِ وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف:139]


إنَّ هؤلاءِ العاكِفينَ على هذهِ الأصنامِ هالِكٌ ما هُمْ فيه، وباطِلٌ زَائلٌ عملُهم، وإنْ قَصدوا بذلكَ التقرُّبَ إلى الله، فلا يَنفعُهمْ عَملُهمْ هذا أصْلاً.

﴿قَالَ أَغَيۡرَ اللَّهِ أَبۡغِيكُمۡ إِلَٰهٗا وَهُوَ فَضَّلَكُمۡ عَلَى الۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأعراف:140]


قالَ لهمْ موسَى عليهِ السَّلام: هلْ أطلبُ لكمْ مَعبوداً يَستَحِقُّ العبادةَ غيرَ اللهِ وهوَ الربُّ المعْبود، وقدْ فضَّلَكمْ على العالَمينَ في زمانِكم، فهلْ الذي تَطلبونَهُ الآنَ يوافِقُ مكانتَكمُ المفضَّلةَ ويناسِبُ سؤالَكم؟!