إنَّ الكافِرينَ الذينَ لا يُؤمِنونَ بالقُرآن، لا يَنتظِرونَ سِوَى ما أخبرَ بهِ مِنَ العَذاب، فهوَ ما يَؤولُ إليه، وهوَ بيانُ صِدقهِ بظُهورِ ما أخبرَ بهِ منَ الوَعدِ والوَعيد، وعِندما يأتي هذا التأويلُ الرَّهيب، وهوَ يومُ القيامة، يقولُ الذينَ تركوهُ وراءَ ظُهورهِمْ وأعرَضوا عنهُ عندَما كانوا في الدُّنيا: لقدْ تبيَّنَ أنَّ رُسُلَ اللهِ الذينَ كنَّا نستَهزِئُ بهمْ ونُحارِبُهمْ قدْ جاؤوا بالحقّ، فهلْ لنا مِنْ أولياءَ ونُصراءَ يتوسَّلونَ لنا لنتخلَّصَ مِنْ هذا العَذاب، أو نُرَدُّ إلى الدُّنيا فنؤمِنَ ونُطيعَ ونعملَ صالحاً، ولا نكذِّبَ بآياتِ ربِّنا.
لقدْ خَسِروا أنفسَهُمْ عندَما رفَضوا الحقَّ فعرَّضوها للهَلاكِ والعَذاب، وذهبَ عنهمْ ما اتَّخذوهُ مِنْ آلهةٍ وشُركاءَ لله، ولم تَنفَعْهُمْ شَيئاً.