إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في... - سورة الأعراف الآية 54

  1. الجزء الثامن
  2. سورة الأعراف
  3. الآية: 54

﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ اسۡتَوَىٰ عَلَى الۡعَرۡشِۖ يُغۡشِي الَّيۡلَ النَّهَارَ يَطۡلُبُهُۥ حَثِيثٗا وَالشَّمۡسَ وَالۡقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۭ بِأَمۡرِهِۦٓۗ أَلَا لَهُ الۡخَلۡقُ وَالۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الۡعَٰلَمِينَ﴾

[الأعراف:54]

تفسير الآية

إنَّ خالِقَكُمْ ومالِكَكُمْ هوَ الإلهُ الذي خلقَ السَّماواتِ السبعَ والأرضَ في ستَّةِ أيام.

قال سعيدُ بنُ جبيرٍ رحمَهُ الله: كانَ اللهُ عزَّ وجلَّ قادِراً على خَلقِ السَّماواتِ والأرضِ في لمحةٍ ولحظَة، فخَلقهُنَّ في ستَّةِ أيام، تعليماً لخلقهِ التثبُّتَ والتأنِّيَ في الأمور.

ثم استوَى ربُّنا على العَرْش، على الوجهِ الذي عَناه، كما يَليقُ بجلالهِ سُبحانَه.

ثمَّ يأتي اللَّيلُ على النَّهارِ شَيئاً فشَيئاً حتَّى يُغطِّيَهِ بظلامِه، وكذا يَفعَلُ النهارُ باللَّيلِ بضِيائه، وكلٌّ منهما يَطلُبُ الآخَرَ طَلباً سَريعاً وكأنَّهُ يَتعقَّبه، ليَخْلُفَه، فيَجيءُ هذا ويَذهبُ ذاك، وهكذا باستِمرار.

وخلقَ اللهُ الشمسَ والقمر، والنجوم، وكلُّها مُذَلَّلاتٌ بأمرِه، لا يَمتَنِعُ عليهِ شَيءٌ ممّا خَلَق. فلهُ الخَلْقُ لأنَّهُ خالِقُها ومالِكُها، ولهُ الأمرُ لأنَّهُ يُدَبِّرُها ويَتصرَّفُ فيها بما يَشاء، فتعالَى اللهُ وتمَجَّدَ مالكُ الخلقِ أجمَعين.

إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين