وأرسَلنا إلى قَبيلةِ مَدْيَن - وهوَ اسمُ مدينةٍ أيضاً، قُربَ مَعَان - أخاهُمْ في النسَبِ شُعَيباً، فقالَ لهمْ ناصِحاً ومُحَذِّراً: يا قَوم، اعبُدوا اللهَ وحدَه، ولا تُشرِكوا في عِبادتهِ أحداً مِنْ أصنامِكمُ التي تَزعُمونَ أنَّها آلهة، فإنَّهُ لا إلهَ لكمْ غيرُ الله، وقدْ جاءَتكمْ آيةٌ بيِّنة، ومُعجِزةٌ ظاهِرةٌ مِنْ ربِّكم، تدلُّ على صِدقِ رِسالتي إليكم، فاسمَعوا التَّوجيهاتِ الربَّانية، والنصائحَ النبويَّة، التي تأخذُ بيدكمْ إلى السَّعادةِ والنَّجاة:
أتِمُّوا المِكيالَ ولا تَنقُصوا مِنْ مَقاديرِ مَقاييسِ الوَزنِ والكَيْل، واعدِلوا في وَزنِ الميزان، ولا تَنقُصوا الناسَ حقوقَهم، ولا تَخونُوهمْ في أموالِهمْ ومُبايعاتِهمْ خُفْيَةً وتَدليساً.
ولا تُفسِدوا في الأرضِ بالكفرِ والظُّلم، والتحايلِ والخيانة، بعد إصلاحِ أمرِها وأهلِها بالشَّرائعِ الربّانية، فإنَّهُ خيرٌ لكمْ وأفضلُ لمجتَمعِكمْ وأهليكمْ منَ الظُّلمِ والفسادِ الذي أنتمْ فيه، هذا إذا تدبَّرتمْ ما أقولُ ووَعيتُموهُ وآمنتُمْ بأنَّهُ الأحسَنُ والأَولى.