الذينَ يتَّبِعونَ الرسُولَ محمَّداً صلى الله عليه وسلَّم، الذي أرسلَهُ اللهُ لتبليغِ دِينِه، النبيَّ الأميَّ الذي ما كانَ يَقرأ ولا يَكتب، وهذا مُعجِزةٌ لهُ صلى الله عليه وسلم، -وصِفةُ الأميَّةِ لا تُذكَرُ للمَدحِ لغَيرِه - وهوَ الذي يَجِدهُ أهلُ الكتابِ منَ اليهودِ والنصارَى مَكتوباً عندَهم، اسمَهُ وصِفَتَه، في التوراةِ والإنجيل، يأمرُ الناسَ بالخَيرِ والتقوَى ومكارمِ الأخلاقِ والعَملِ الصَّالح، ويَنهاهُمْ عنِ الشرِّ والشِّركِ وقَطعِ الأرحامِ والفَواحِش، ويُحِلُّ لهمْ طيِّباتِ الأطعِمَةِ والذبائحِ ممّا كانَ يُحَرِّمُهُ أهلُ الجاهليَّةِ دونَ حقّ، ويُحَرِّمُ عليهمْ ما خَبُثَ منها، كالمَيتةِ ولحمِ الخنزيرِ، ويُيسِّرُ عليهمْ أمورَ دينِهم، ويَرفَعُ عنهمْ ما يُثقِلُ كاهلَهم، وما فيهِ تَكاليفُ شاقَّة، وأوامرُ صَعبةٌ تطوِّقُهم، ممّا كانَ مَفروضاً على بَني إسرائيلَ عُقوبةً لهم.
فالذينَ آمَنوا برسالةِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ونبوَّته، ووقَّروه، ونَصروهُ في جِهادهِ ضدَّ الكُفرِ والشِّرك، واتَّبعوا الكتابَ الذي أنزلَهُ اللهُ عليه، أولئكَ همُ الفائزونَ في الدُّنيا والآخِرَة.