هلْ لهذهِ الأصنامِ - التي تدَّعونَ أنَّها آلِهةٌ - أرجُلٌ يَمشُونَ بها ليُعَدُّوا أحياءً لهمْ قُدرةٌ على الحرَكة، ليُسعِفوكمْ ويخلِّصُوكمْ منْ مُعضِلةٍ تَقعونَ فيها؟
أمْ لهمْ أيدٍ يَستَطيعونَ أنْ يأخُذوا شَيئاً ما بقوَّةٍ ويَنفَعوكمْ بها، أو يَدفعوا عنكمْ أذًى يَلحَقُكم؟
أمْ لهمْ أعينٌ يُبصِرونَ بها ليُبَصِّروكمْ أشياءَ لا قُدرةَ لكمْ على رُؤيتها، أو يَشكُروا لكمْ على ما تُقدِّمونَ لهمْ مِنْ ذَبائحَ وقَرابين؟
أمْ لهمْ آذانٌ يَسمعونَ بها دعاءَكمْ وعبادتَكمْ لها؟
إنَّهمْ لا يَتمتَّعونَ بصفةٍ منْ تلكَ الصِّفات، ولا بحاسَّةٍ منْ تلكَ الحَواسّ، ولا فائدةَ منهمُ ألبتَّة.
فحاجِجْهمْ أيُّها النبيُّ، وقلْ لهم: هاتوا آلهتَكمُ المزعومةَ هذه، واستَعينوا بها عليّ إنْ كانتْ قادرةً على إلحاقِ ضَرَرٍ بي، واجتَهدوا في تَرتيبِ كلِّ ما تَقدِرونَ عليهِ منْ مَكرٍ وكَيدٍ، ولا تُمهِلوني ولا تُشعِروني بما ستَفعَلونَه، فإنِّي لا أبالي بكمْ ولا بأصنامِكمْ أصلاً!