ألم تعلمْ أيُّها النبيُّ أنَّ اللهَ هو المُتَصرِّفُ في خَلقهِ كما يشاءُ دونَ غَيرِه، فله وحدَهُ الأمرُ والنهي، ويَنسَخُ ويُبَدِّلُ، ويُغيِّرُ ويُقِرُّ مِنَ الأحكامِ لعبادهِ ما يشاء، فهوَ أعلمُ بهمْ وبما يُصْلِحُهُمْ وَيُصْلِحُ أحوالَهم، وما عَليهمْ إلاّ السمعُ والطاعةُ في تَنفيذِ ما أَمَر، والكفُّ عَمَّا نَهَى. وَلَيْسَ للمؤمنينَ وَلِيٌّ يُقَوِّيهِمْ ويَهديهم، ولا نصيرٌ يؤيِّدُهمْ وينصرُهمْ إلاّ الله، فكونوا على حذرٍ مِنْ تَشكيكِ أعدائكم، واحذَروا أَضَالِيلَهُمْ وَخُدَعَهُم.