إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من... - سورة الأنفال الآية 11

  1. الجزء التاسع
  2. سورة الأنفال
  3. الآية: 11

﴿إِذۡ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةٗ مِّنۡهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيۡكُم مِّنَ السَّمَآءِ مَآءٗ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَيُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ الشَّيۡطَٰنِ وَلِيَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَيُثَبِّتَ بِهِ الۡأَقۡدَامَ﴾

[الأنفال:11]

تفسير الآية

واذكرُوا إذ يُلقي ربُّكمُ النُّعاسَ عليكمْ أمناً منهُ لِما حَصَلَ لكمْ منَ الخَوف، ويُنَزِّلُ عَليكمْ مَطَراً وقدْ كنتُمْ بحاجةٍ إلى الماء، لتَتوضَّؤوا للصَّلاة، وتَغتَسِلوا مِنَ الجنابة، وليُذهِبَ عنكمْ وَسوَسةَ الشَّيطانِ وتخويفَهُ إيَّاكمْ منَ العَطش، وليقوِّيَ قلوبَكمْ باليَقينِ والصَّبر، والثقةِ بلُطفِ اللهِ وما يُبديهِ منَ النَّصر، وليثبِّتَ بهِ الأقدامَ حتَّى لا تَسوخَ في الرَّملِ أثناء الحربِ والكَرِّ والفَرّ.

وكانَ المشرِكونَ قدْ سَبقوهمْ في أوَّلِ الأمرِ إلى ماءِ بدر، فعَطِشوا وخافُوا... فأنزلَ اللهُ المطرَ حتَّى سالَ منهُ الوادي، فشَرِبَ المؤمِنونَ واغتَسلوا وتَوضَّؤوا، وسقَوا دوابَّهم، ومَلَؤوا الأسقِيَة، حتَّى طابَتْ نفوسُهمْ وزالتْ عنهمْ وسوَسةُ الشَّيطان. وكانَ المطرُ قبلَ النُّعاس.

وكانتِ الأرضُ التي نزلَ بها المسلمونَ رَمْلاً، فقَدِروا على المشي عليهِ بعدَ المطرِ كيفما أرادوا، والموضِعُ الذي نزلَ الكفّارُ فيهِ تُرابٌ ووَحَل، فلمّا نزلَ المطرُ عظمَ الوَحَل، فصارَ مانِعاً لهمْ منَ المشي كيفَما أرادوا.

إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ

إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام