ولا تكونوا - مَعشرَ المؤمِنين َ- مثلَ المشرِكين، الذينَ خَرَجوا مِنْ مكَّةَ مُفاخَرةً وتكبُّراً، ليُثنيَ عليهمُ الناسُ بالشَّجاعة والكرَم، وهمْ يَمنَعونَ الناسَ منَ الجَهرِ بالحقِّ واعتِناقِ الإسْلام. وكانوا قدْ أبَوا الرُّجوعَ إلى مكَّةَ بعدَ أنْ نَجَتِ القافِلةُ إلاّ أنْ يَشرَبوا الخمرَ على ماءِ بَدر، وتَعْزِفَ عليهمُ القِيان، ويَنحَروا الإبلَ ويُطعِموا مَنْ حَضرَهمْ منَ العَرب، فأبدلَهمُ اللهُ بذلكَ كأسَ المنايا، وناحَتْ عليهمُ النوائحُ بدلَ أنْ تغنِّيَ لهمُ المغنِّيات، ورجَعوا بالخِزي والهزيمةِ ومَقتَلِ الأهلِ والأصحاب، فلا تَتشبَّهوا بهم، وليَكُنْ خروجُكمْ لإعلاءِ كلمةِ الله، ودفعِ الباطِل، وصدِّ العُدوان، واللهُ خبيرٌ بأعمالِ المشرِكينَ وإفسادِهم، مُطَّلِعٌ على ما تُخفيهِ صدورُهمْ منْ كراهيةٍ وعداوةٍ تجاهَ المسلِمين.