واذكرْ أيُّها الرسُولُ للمؤمِنينَ إذْ وَسوَسَ الشَّيطانُ في قُلوبِ المشرِكينَ وكُبَرائهمْ وحسَّنَ لهمْ ما همُّوا به، وشَجَّعهُمْ على الخُروج، وألقَى في رُوعِهم: إنَّهُ لنْ يَغْلِبَكمْ يومَ بَدرٍ أحَد، لكثرةِ عددِكمْ وقوَّتِكمْ في سِلاحِكم، معَ ضَعْفِ عدوِّكمْ وقلَّةِ عَددِهم، وإنِّي مُعينُكمْ وناصِرُكمْ في أمرِكم.
وعندما التَقَتِ الفِئتان، ونظرَ الشَّيطانُ إلى إمدادِ الملائكة، رجعَ هارِباً وهوَ يقولُ لأوليائهِ منَ المشرِكين: إنِّي أتبرّأُ مِنْ مُناصَرَتِكمْ في هذهِ الحَرب، إنِّي أرَى مِنْ إنزالِ الملائكةِ وأُهْبَتِهمْ للحَربِ ما لا تَرَوْنَهُ أنتُم، إنِّي أخافُ أنْ يُهلِكنيَ اللهُ ويُردِيني في المَهالِك، واللهُ شَديدٌ في عِقابهِ ونَكاله.
فخذَلهم، ولم يُوفِ بعَهدهِ معَهم، وترَكهمْ يُلاقونَ مصيرَهمْ وحدَهم.