إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا... - سورة التوبة الآية 36

  1. الجزء العاشر
  2. سورة التوبة
  3. الآية: 36

﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ اللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَٰتِلُواْ الۡمُشۡرِكِينَ كَآفَّةٗ كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ كَآفَّةٗۚ وَاعۡلَمُوٓاْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الۡمُتَّقِينَ﴾

[التوبة:36]

تفسير الآية

إنَّ عددَ شُهورِ السَّنةِ في حُكمِ الله، الذي أوجبَ على عِبادهِ الأخذَ به، هوَ اثنا عشرَ شَهراً - وهيَ الشُّهورُ القَمَريَّةُ المعرُوفةُ - كما في اللَّوحِ المحفوظ، منها أربعةُ أشهُرٍ حُرُم، هي: محرَّم، ورَجَب، وذو القَعْدَة، وذو الحِجَّة، ذلكَ هو الشَّرعُ المستَقيمُ الذي لا يُغَيَّرُ ولا يُبَدَّل، فلا تَظلِموا أنفُسَكم وتَعرِّضوها لعِقابِ الله بارتكابِ ما حُرِّمَ فيهنَّ، بلْ تكونُ مُدَّةَ سَلامٍ وأمان.

وقاتِلوا المشرِكينَ كلَّهم، فإنَّهم يقاتِلونَ المسلِمينَ جميعَهم ولا يستَثنونَ منهمْ أحداً، فهيَ معرَكةٌ بينَ الإيمانِ والشِّرك، وبينَ الحقِّ والباطِل. واعلمُوا أيُّها المسلِمونَ أنَّ اللهَ معَ عبادهِ المتَّقين بالوِلايةِ والنَّصر، فاتَّقوا اللهَ لتَفوزوا بذلك.

وأشهرُ الأقوالِ على أنَّ حُرمةَ القِتالِ في هذهِ الأشهرِ الأربعةِ مَنسوخة، بدلائلَ أخرَى، منها قولُهُ تعالى: {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} [التوبة: 5]. والله أعلم.

وتبقَى حُرمَةُ الأشهرِ المذكورةِ وارِدة، لارتباطِها بتوقيتِ الحجّ، ولأنَّ المعاصيَ والآثامَ فيها أبلغُ وأغلظ، ولِيبتعِدَ المسلِمونَ عنِ الزيادةِ والنقصِ فيها، كما في الآية التالية.

إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين