والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان... - سورة التوبة الآية 100

  1. الجزء الحادي عشر
  2. سورة التوبة
  3. الآية: 100

﴿وَالسَّـٰبِقُونَ الۡأَوَّلُونَ مِنَ الۡمُهَٰجِرِينَ وَالۡأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ اللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا الۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ الۡفَوۡزُ الۡعَظِيمُ﴾

[التوبة:100]

تفسير الآية

والسابِقونَ الأوَّلونَ ممَّنِ اعتَنقوا الإسْلامَ وناصَروا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم منَ المهاجِرينَ الذينَ هاجَروا إلى المدينةِ دارِ الإسْلام، ومنَ الأنصارِ أهلِ المدينةِ الذينَ آوَوا إخوانَهمُ المهاجِرينَ وآزَروهم، والذينَ لَحِقوا بهمْ منْ بعدِهمْ بالإيمانِ والطَّاعةِ إلى يَومِ القيامة، فاقتَدَوا بهمْ واتَّبَعوهمْ بإحسَان، ولم يَقولوا فيهمْ سُوءًا، فأولئكَ رَضِيَ اللهُ عنهمْ بقَبولِ طاعتِهمْ وارتِضاءِ أعمالِهم، ورَضُوا همْ عنهُ بما نالُوهُ منَ النَّعيمِ والرَّحمةِ الواسِعة، وقدْ هيَّأ لهمْ في الآخِرَةِ جنّاتٍ عالِيات، تَجري مِنْ تحتِها الأنهار(53)، مُستَقِرِّينَ فيها أبداً، وذلكَ هوَ الفَلاحُ والنَّجاح، والسَّعادةُ والهَناء.

وممَّا قالَهُ ابنُ كثيرٍ في هذا رَحِمَهُ الله: فيا ويْلَ مَنْ أبغَضَهم، أو سَبَّهُم، أو أبغَضَ أو سبَّ بعضَهم... فأينَ هؤلاءِ منَ الإيمانِ بالقُرآن، إذْ يَسُبُّونَ مَنْ رَضِيَ اللهُ عنهم؟ وأمّا أهلُ السنَّةِ فإنَّهمْ يَترَضَّونَ عمَّنْ رَضِيَ اللهُ عنهم... ويُوالُونَ مَنْ يُوالي الله، ويُعادُونَ مَنْ يُعادِي الله، وهمْ مُتَّبِعونَ لا مُبتَدِعون...


(53) {تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ}: خالفتْ هذه الآيةُ عندَ معظمِ القرّاءِ أخواتها، فلم تُذكَرْ فيها (مِنْ) مع (تَحتِها) في غالبِ المصاحفِ وفي روايةِ جمهورِ القرّاء، فتكونُ خاليةً من التأكيد، إذ ليس لحرفِ (مِنْ) معنًى مع أسماءِ الظروفِ إلا التأكيد، ويكونُ خلوُّ الجملةِ من التأكيدِ لحصولِ ما يُغني عنه من إفادةِ التقوِّي، بتقديمِ المسندِ إليه على الخبرِ الفعلي، ومن فعلِ {أَعَدَّ} المؤذنِ بكمالِ العناية، فلا يكونُ المعَدُّ إلا أكملَ نوعه. وثبتتْ (مِنْ) في مصحفِ مَكة، وهي قراءةُ ابنِ كثيرٍ المكي، فتكونُ مشتملةً على زيادةِ مؤكدَين. (التحرير والتنوير).

وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم