لا تَقُمْ أيُّها النبيُّ للصَّلاةِ في ذلكَ المسجدِ أبَدًا. وإنَّ مَسْجِدًا بُنيَ أساسُهُ على تقوَى اللهِ وطاعتهِ مِنْ أوَّلِ يَوم، أحقُّ وأفضَلُ مِنْ أنْ تَقومَ فيهِ للصَّلاة. والمقصودُ المسجِدُ النبويُّ الشريف، كما في الحديثِ الصحيحِ الأقوى. وقدْ وردَ أيضًا أنَّ المقصودَ مسجِدُ قُباء، وجمعَ بعضُهمْ بينَ ذلكَ أنَّ كُلاًّ منَ المسجِدَينِ مُراد، لأنَّ كُلاَّ منهما أُسِّسَ على التقوَى منْ أوَّلِ يومِ تأسيسِه.
فيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أنْ يَتنَظَّفوا ويَتطّهَّروا منَ النَّجاسَات، واللهُ يُحِبُّ المتطَهِّرين، فيَرضَى عنهمْ ويُكرِمُهم، ويُعَظِّمُ ثوابَهمْ لأجلِ ذلك.
وفي حَديثِ أبي هُريرةَ الصَّحيحِ أنَّها نزلَتْ في أهلِ قُباء، وكانوا يَستَنجونَ بالماء.
ولا يُعارِضُ هذا نصَّ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأنَّ المسجِدَ المقصودَ هوَ المسجِدُ النبويُّ الشَّريف، كما أفادَهُ الآلوسيُّ في تَفسيرِه.