لقدْ عاوَضَ اللهُ عِبادَهُ المؤمِنينَ على أنفسِهمْ وأموالِهمْ إذا بَذلوها في سَبيلهِ بأنَّ لهمُ الجنَّة، يُقاتِلونَ في سَبيلِ الله، لا هدفَ لهمْ مِنْ وراءِ ذلك سِوَى إعلاءِ كلمتِه، فيَقتلونَ الكفّار، أعداءَ اللهِ وأعداءَ دينِه، ويُقتَلونَ بأيديهم، فيَستَشهِدونَ في سَبيلِه.
هذا وَعدٌ منَ اللهِ تعالَى، كتبَهُ على نَفسِهِ الكريمة، وأثبتَهُ في كُتُبِهِ المُنْزَلةِ على رُسُلِهِ مِنْ أُولي العَزم، في التوراةِ المُنْزَلَةِ على موسَى، والإنجيلِ المُنْزَلِ على عيسَى، والقُرآنِ المُنْزَلِ على مُحَمَّدٍ، عليهمْ جميعًا صلواتُ اللهِ وسَلامُه.
ولا أحدَ مِثْلُ اللهِ في الوفاءِ بعَهدِه، فهوَ لا يُخلِفُ الميعادَ أبَدًا.
فاستَبشِروا مَعْشرَ المجاهِدينَ في سَبيلِه، وابتَهِجوا ببَيعِ أنفسِكمْ وأموالِكمْ لله، الذي يأخذُكمْ إلى ساحاتِ الجِهاد، ومنها إلى جَنّاتِ اللهِ الخالِدات، كما وَعدَكمُ اللهُ بذلك، وهوَ الفَوزُ الذي لا فَوزَ أعظمُ منه، والنَّعيمُ المُقيمُ الذي لا سَعادةَ وراءَه.