لقدْ غفَرَ اللهُ ذُنوبَ الصَّحابةِ مِنَ المهاجِرينَ والأنصار- وذُكِرَ بينَهمُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم تَشريفًا لهمْ وتَعظيمًا لقَدرِهم - الذينَ خَرَجوا معَهُ إلى غَزوةِ تبوكَ في وقتِ الشدَّةِ والضِّيق، حتَّى كادَ بعضُهمْ أنْ يَتخَلَّفَ عنِ الجهادِ لصُعوبتِهِ وزيادةِ المشقَّةِ فيه، ثمَّ عَصمَهمُ اللهُ وثَبَّتَهمْ وغَفرَ لهم، وهوَ سُبحانَهُ رَؤوفٌ بهمْ إذْ رَزقَهمُ الإنابةَ إليه، رَحيمٌ بهمْ إذْ تابَ عليهم.
وكانَ خروجُ المُجاهِدينَ إلى غَزوةِ تبوكَ في سنةِ قَحْطٍ وجَدْب، وحَرٍّ شَديد، معَ قِلَّةِ الزادِ والماء، حتَّى كانَ الرجُلانِ يَشُقَّانِ التمرةَ بينَهما! فرَحِمَهمُ اللهُ وأعادَهمْ منَ الغَزو.