وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم... - سورة التوبة الآية 118

  1. الجزء الحادي عشر
  2. سورة التوبة
  3. الآية: 118

﴿وَعَلَى الثَّلَٰثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَيۡهِمُ الۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَيۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡ لِيَتُوبُوٓاْۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾

[التوبة:118]

تفسير الآية

وتابَ اللهُ على الثلاثةِ منَ الصَّحابةِ الذينَ تَخلَّفوا عنْ غَزوةِ تبوكَ تكاسُلاً لا نِفاقًا، وقدْ تابُوا إليه. وتأخَّرَ نزولُ توبَتِهمْ عنْ آخَرِينَ ممَّنْ ربَطوا أنفسَهمْ بسواريِّ المسجِدِ حتَّى يَتوبَ اللهُ عليهم، فتابَ عليهم، وبقيَ أمرُ الثلاثةِ مُعَلَّقًا، حيثُ لم يَفعلوا مثلَما فَعَلوا. وأمرَ رَسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بالإعراضِ عنهم، وعَدمِ مُجالَسَتِهمْ ومُحادثَتِهم. وتأخَّرَ أمرُهمْ إلى أنْ ضاقَتْ عليهمُ الأرضُ على رَحْبِها وسَعَتِها، وضاقَتْ قُلوبُهم، وامتلأتْ نُفوسُهمْ حُزناً وغَمًّا، وتَحيَّروا، فلا يَدرونَ ما يَصنَعون، وعَلِموا أنَّهُ لا مَلجأ منْ سَخطِ اللهِ إلاّ بالإنابةِ إليه، والصَّبرِ على قَضائه، والاستِكانةِ إليه، وانتِظارِ الفرَجِ منْ عندِه، ثمَّ وفَّقَهمُ اللهُ للتَّوبةِ والثبَاتِ عليها إلى أنْ أنزلَ قَبولَ توبَتِهم؛ لصِدْقِ مَقالِهم، وإخلاصِهم، واللهُ كثيرُ قَبولِ التوبةِ مِنْ عباده، رَحيمٌ بهم، فلا يُعَذِّبُهمْ بذنوبِهمْ بعدَ قَبولِ تَوبتِهم، ولو كانتْ كثيرَة.

وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم