ماكثينَ في جَهنَّمَ مادامتِ السَّماواتُ والأرْض.
وهوَ تَعبيرٌ في البَقاءِ المُستَمِر، فكانَ مِنْ عادةِ العَربِ إذا وصفَتِ الشَّيءَ بالدَّوامِ أبَدًا قالت: هذا دائمٌ مادامتِ السَّماواتُ والأرض، وهذا باقٍ ما اختَلفَ اللَّيلُ والنَّهار. فخاطَبَهمُ اللهُ بما يَتعارَفونَهُ بينَهم.
وقالَ بعضُهم: المقصودُ سَماواتُ الآخِرةِ وأرضُها.
إلاّ ما شاءَ الله. واللهُ يَفعَلُ ما يُريدُ بالشقِيِّ والسَّعيد.
والاستثناءُ في المَشيئةِ عائدٌ على العُصاةِ مِنْ أهلِ التَّوحيد، ممَّنْ يُخرِجُهمُ اللهُ منَ النَّارِ بشَفاعَةِ الشَّافِعين، ثمَّ تأتي رحمَةُ اللهِ فتُخرِجُ مِنَ النَّارِ مَنْ لم يَعمَلْ خَيرًا قَطُّ وقالَ مَرَّةً منَ الدَّهرِ: لا إلهَ إلاّ الله. ولا يَبقَى بعدَ ذلكَ في النَّارِ إلاّ مَنْ وجَبَ عليهِ الخُلودُ فيها ولا مَحيدَ لهُ عنها. هذا ما عليهِ كثيرٌ منَ العُلماء، قَديمًا وحَديثًا.