وأمّا السُّعَداءُ مِنْ أهلِ الإيمانِ وأتْباعِ الرسُل، فمَأواهمُ الجنَّة، مادامتِ السَّماواتُ والأرض، في دَلالَةٍ على الدَّوامِ كما مَرَّ في الآيةِ السَّابِقة، يَعني خالِدينَ فيها أبدًا. إلاّ ما شاءَ الله.
ومعنَى الاستِثناءِ هاهُنا أنَّ دوامَهمْ فيما هُمْ فيهِ منَ النَّعيمِ ليسَ أمرًا واجِبًا بذاتِه، بلْ هوَ مَوكولٌ إلى مَشيئتهِ تعالَى، فلَهُ المِنَّةُ عَليهم... قالَهُ ابنُ كثير.
ولا شَكَّ في خُلودِ أهلِ الجنَّة، ولهذا طَيَّبَ اللهُ القُلوبَ وثبَّتَ المقصودَ بقَولهِ في آخِرِ الآية: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} أي: إحسَانًا ونَعيمًا لا يَنقَطِعُ عنْ أهلِ الجنَّةِ أبَدًا.