نحنُ أنزَلنا هذا الكِتابَ باللِّسانِ العربيّ؛ لكي تَعلَموا مَعانيه، وتَفهَموا ما فيه، وتُدرِكوا أنَّهُ ليسَ بالإمكانِ الإتيانُ بمثلِه.
قالَ ابنُ كثيرٍ رحمَهُ الله: لأنَّ لُغةَ العَربِ أفصَحُ اللُّغاتِ وأبينُها وأوسَعُها، وأكثَرُها تأدِيَةً للمعَاني التي تَقومُ بالنُّفوس، فلِهذا أُنْزِلَ أشرَفُ الكتُبِ بأشرَفِ اللُّغات، على أشرَفِ الرسُل، بسِفَارةِ أشرَفِ الملائكة، وكانَ ذلكَ في أشرَفِ بِقاعِ الأرض، وابتُدِئَ إنزالُهُ في أشرَفِ شُهورِ السَّنة، وهوَ رمَضان، فكَمُلَ مِنْ كُلِّ الوجُوه.