نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك... - سورة يوسف الآية 3

  1. الجزء الثاني عشر
  2. سورة يوسف
  3. الآية: 3

﴿نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ الۡقَصَصِ بِمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ هَٰذَا الۡقُرۡءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ الۡغَٰفِلِينَ﴾

[يوسف:3]

تفسير الآية

نحنُ نُحَدِّثُكَ ونُبَيِّنُ لكَ أخبارَ الأُمَمِ السَّابِقَةِ بما فيها مِنْ عِبَرٍ وحِكَمٍ وفَوائد، في أحسَنِ بَيانٍ وأجمَلِ أسْلوب(59)، بإيحائنا هذا القُرآنَ إليك، وإنْ كنتَ مِنْ قَبلِ هذا الوَحي أحدَ الأُمِّيِّينَ في قَومِك، غافِلاً سَاهِياً عنْ هذهِ القَصَصِ الهادِفة، لا عِلمَ لكَ بها.

(59) اختُلِفَ في وجهِ كونِ ما في هذه السورةِ هو أحسنَ القصص، فقيل: لأن ما في هذه السورةِ من القصصِ يتضمَّنُ من العبرِ والمواعظِ والحكمِ ما لم يكنْ في غيرها. وقيل: لما فيها من حسنِ المحاورة، وما كان من يوسفَ عليه السلام، من الصبرِ على أذاهم، وعفوهِ عنهم. وقيل: لأن فيها ذكرَ الأنبياءِ والصالحين، والملائكةِ والشياطين، والجنِّ والإنس، والأنعامِ والطير، وسيرِ الملوكِ والمماليك، والتجار، والعلماءِ والجهّال، والرجالِ والنساء، وحيلهنَّ ومكرهنّ. وقيل: إن {أَحْسَنَ} هنا بمعنى أعجب. وقيل: إن كلَّ مَن ذُكِرَ فيها كان مآلهُ السعادة. (فتح القدير، باختصار). جُعِلَ هذا القَصَصُ أحسنَ القصصِ لأن بعضَ القصصِ لا يخلو عن حُسنٍ ترتاحُ له النفوس. وقصصُ القرآنِ أحسنُ من قصصِ غيره، من جهةِ حُسنِ نظمه، وإعجازِ أسلوبه، وبما يتضمَّنهُ من العبرِ والحِكم، فكلُّ قصصٍ في القرآنِ هو أحسنُ القصصِ في بابه، وكلُّ قصةٍ في القرآنِ هي أحسنُ من كلِّ ما يقصُّهُ القاصُّ في غيرِ القرآن. وليس المرادُ أحسنَ قصصِ القرآنِ حتى تكونَ قصةُ يوسفَ عليه السّلامُ أحسنَ من بقيّةِ قصصِ القرآن، كما دلَّ عليه قوله: {بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ}. (التحرير والتنوير).

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ

نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين